رسالة مفتوحة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين


فوزات رزق

السيد فلاديمير بوتين:

تحية نضالية وبعد

أرجو أن يكون مزاجكم رائقًا؛ كي تقرؤوا رسالتي هذه التي تمجد بطولات جنودكم البواسل في الحرب على الشعب السوري الإرهابي.

عزيزي فلاديمير

لا أدري من أين أبدأ رسالتي، سأبدؤها من الأيام الأولى التي تكرمتم فيها بنجدتنا، ولبيتم نداءنا مشكورين، وجئتم بخبرائكم وخيرة جنرالاتكم، كي يدربوا جنودنا البواسل على مكافحة الشعب السوري الإرهابي الذي نبت في الأرض السورية كما ينبت الفطر. وتكاثر كتكاثر الجراد.
لقد أيقنتم -بحسكم الإنساني الرفيع- أن مكافحة هؤلاء الإرهابيين واجب مقدس، تقتضيه المحافظة على السلم العالمي، ومن ثم؛ فهو يحتاج إلى جهد وبذل كثير من المال من جانبكم. وبدأت الدوامة:
“فالجهد الحربي يحتاج إلى مال، والمال عند إيران. وإيران تريد حماية الأماكن المقدسة. والأماكن المقدسة يحيط بها مواطنون سوريون آمنون. ولكن من يقتنع أنهم ليسوا إرهابيين؟!.” وجاء سلاحكم الروسي “حفر وتنزيل”، ونشهد بالله أنه أثبت فاعليته في حلب، حينما أردتم أن تجعلوها غروزني أخرى… لنعد إلى موضوعنا.

عزيزي فلاديمير:

أنتم من جانبكم لم تتوانوا عن تقديم السلاح اللازم. صحيح أنكم لم تقدموه مجانًا، وسوف ندفع ثمنه لكم أضعافًا مضاعفة. لكن للأمانة جاء في وقته، وعلى بيت الوجع، كما نقول نحن السوريين.

والشهادة لله أن دباباتكم وصواريخ السكود التي أسعفتمونا بها وتكرمتم بإرسالها؛ كانت تفعل فعلها وتحرق الأخضر واليابس، ما دام جميع السوريين قد غدوا إرهابيين كما نمي إليكم.
كما أننا لن ننسى ما حيينا أنه حينما رأيتم أن صواريخكم ودباباتكم عجزت عن أن تحسم الأمر لصالح النظام الممانع والمقاوم، وكي يعم السلام في الأراضي السورية، تجشّمتم عناء إرسال أساطيلكم الجوية والبحرية؛ حيث بعثتم لنا بأحدث ما لديكم من الطائرات القاذفة والمقاتلة، وأحدث السفن والمدمرات الحربية، وذلك لقتال داعش التي توضعت في الرقة شرقي البلاد. ولم تكتفوا بذلك، بل أرسلتم حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكونها، والعزيزة على قلوبكم، مع أنها في وضع لا يسمح لها بالسفر والمشقة كونها تعاني من الشيخوخة، وذلك كي تتمكن طائراتكم من مساندة القوات السورية والميليشيات الداعمة لها من إحكام الحصار على داعش والقضاء عليها، لكن ما حيرنا وأدهشنا كيف عصى طياروكم أوامركم الصارمة. واتجهوا بطائراتهم غربًا يصبون حمم طائرتهم على المدنيين السوريين من النساء والأطفال في حلب، ولعله أشكل عليهم الأمر فظنوا أن الشعب السوري وداعش طرفان في لباس واحد.

نحن نقول لهم إن داعش في الشرق، وهم يقولون إن داعش في الغرب، ونصرخ بملء أصواتنا نحن سوريون لا علاقة لنا بداعش؛ لكنهم لا يسمعون. ربما كان أزيز الطائرات لم يمكنهم من سماع ندائنا، فكان ما كان.

ومع ذلك، وإنصافًا للحقيقة، فالذنب كل الذنب يقع على هؤلاء الضحايا من النساء والأطفال؛ كيف غاب عنهم ألاّ يضع كل منهم علامة على رأسه تشير إلى أنه مواطن سوري منذ أكثر من عشر سنوات، وإنه ليس من الدواعش كما ظن طياروكم وبعض الظن إثم.

عزيزي فلاديمير

فقط أريد أن أخبرك قبل أن أختم رسالتي أن الشعوب لا تنسى مأساتها، ولن تغفر لمن قلب لها ظهر المجن. فلتذهب أنت وجحافلك إلى الجحيم. وستلفظكم هذه الأرض كما لفظت الذين من قبلكم لعلكم تعقلون.

مع تمنياتي لكم بما حدث لكم بأفغانستان

مواطن سوري




المصدر