on
السيناريوهات المحتملة لمعركة السيطرة على حلب
يقول المحلل العسكري فايز الأسمر في حديث للجزيرة نت إن قوات النظام وضعت نصب أعينها سيناريو للسيطرة على أحياء حلب المحاصرة تماما كسيناريو مدينة داريا في ريف دمشق.
تتجه الأنظار إلى المعركة التي تتخذ من الأحياء المحاصرة لحلب مسرحا لها، ففصائل المعارضة المسلحة تعدها معركة وجود لا بديل فيها عن الانتصار، بينما تسعى قوات النظام لاستعادة السيطرة الكاملة على المنطقة.
ومع تراجع جيش الفتح التابع للمعارضة عن المواقع التي سيطر عليها ضمن معركة فك الحصار التي أطلقها في الـ28 من الشهر الماضي، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في أحياءحلب المحاصرة عن تشكليها ما سمته مجلس قيادة حلب.
وتبع ذلك بعد ساعات إعلان نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الاتحادي الروسي أن العملية العسكرية لدحر المسلحين من حلب بمشاركة سلاح الطيران الروسي قد تبدأ في غضون 24 ساعة، ومع انتهاء تلك المدة بدأ الطيران الروسي بالفعل بشن هجمات صاروخية.
ويترقب الأهالي المحاصرون في أحياء حلب المعركة وينتظرون معرفة تفاصيلها وكيف ستكون أولى موجاتها، وكيف سيتعامل معها مجلس قيادة حلب، التشكيل الجديد.
ويقول القائد العسكري لمجلس قيادة حلب أبو بشير معارة في حديث للجزيرة نت إنه تم تشكيل مجلس قيادة حلب لكسر الحصار عن المدنيين، وتوحيد الجهود العسكرية وتنظيمها بشكل أفضل. ويضيف “لدينا القدرة العسكرية لصد الهجمات التي ينفذها نظام الأسد ومليشياته المساندة، ولكن الطيران الحربي الروسي يصنع الفارق في المعركة “.
هجمات صاروخية
وشدد معارة على عزم فصائل مجلس قيادة حلب في المواجهة العسكرية، قائلا “نحن أهل الأرض ولن نسمح للاحتلال الإيراني أن يأخذ مدينة حلب، سنبذل كل طاقتنا العسكرية في مواجهة هذا الاحتلال، وسنصمد على جبهات القتال حتى آخر رمق”.
من جانبه، يرى المحلل العسكري العقيد أديب العليوي أن قوات النظام وحلفاءها من المليشيات وحتى الروس يعرفون أن الحرب البرية لن تكون خيارا صائبا للسيطرة على مدينة حلب. ويقول العليوي إن قوات النظام والروس سيعمدون إلى شن هجمات صاروخية على أحياء حلب المحاصرة، لأن أي حرب برية ستكون حرب شوارع، وهذه لن تكون في صالح النظام والروس حيث ستكون تكاليفها باهظة ولن تجدي نفعا لتمرس قوات مجلس قيادة حلب في هذا النوع من الحروب.
ويضيف العقيد العليوي أن فصائل مجلس قيادة حلب ستدافع وستستبسل في مواجهة قوات النظام وحلفائها لقناعتها أن هذه المعركة هي معركة وجود.
وعن خيارات المعارضة في مواجهة الهجوم، لا يرى العقيد العليوي إمكان التعويل على معركة الباب وسيطرة فصائل درع الفرات عليها، ومن ثم توجهها إلى فك الحصار عن حلب من جهة الشرق، لأن فصائل درع الفرات تخوض معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية.
سيناريو داريا
ويقول المحلل العسكري فايز الأسمر في حديث للجزيرة نت إن قوات النظام وضعت نصب أعينها سيناريو للسيطرة على أحياء حلب المحاصرة تماما كسيناريو مدينة داريا في ريف دمشق.
وأضاف أنه ستكون هجمات صاروخية كثيفة من الطيران الروسي والنظام على تلك الأحياء، وذلك بغية كسر إرادة الحاضنة الشعبية لفصائل مجلس قيادة حلب، ومن ثم إدخال الأهالي في حالة من الجوع المؤدية إلى الموت، ثم حالة من الغضب الشعبي يعول عليها النظام من أجل الضغط للقبول بشروطه وتسليم المدينة له.
ويقول الأسمر إن الطيران الروسي يعمد حاليا إلى قطع خطوط الاتصال بين إدلب وحلب، حيث تشكل إدلب عمقا مهما لجيش الفتح الذي يعمل على كسر الحصار عن أحياء حلب.
ويرى أيضا أن فك الحصار عن حلب من جهة الشرق -أي من جهة الباب- من خلال فصائل درع الفرات غير ممكن، لأن الجيش الحر ضمن عملية درع الفرات له مهمة مواجهة تنظيم الدولة.
ويضيف الأسمر أن إيقاف هجوم السيطرة على حلب وفك الحصار عن أحيائها الشرقية يكون بإعادة جيش الفتح شن هجوم قوي من أقصر الطرق، وهي منطقة الكليات العسكرية، والاستمرار بالهجوم دون التوقف باتجاه أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
الجزيرة
المصدر