لماذا تتسابق أربع قوىً للسيطرة على مدينة الباب بحلب؟


 

براء الحسن - خاص السورية نت

أكد "أبو عمر الحمصي" أحد القادة العسكريين في معركة "درع الفرات" التي أطلقتها مجموعة من الفصائل المقاتلة بدعم وإشراف تركيّ في الرابع والعشرين من شهر أغسطس/آب عام 2016، بأنّ المعركة الحالية من أهم المعارك في المنطقة حيث تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على مساحات شاسعة كان يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال وقت قصير.

ويبين "الحمصي" بأنّ مقاتلي "درع الفرات" سيطروا حتى الآن على نحو 1700 كيلو متراً مربعاً، وكانت أبرز المناطق التي سيطر عليها المقاتلون هي: جرابلس، الراعي، أخترين، تركمان بارح، صوران، دابق، احتيملات، إضافة إلى نحو 200 قرية خلال ثلاثة أشهر فقط.

ويوضح القائد العسكريّ بأنّ مدينة الباب بجهاتها الأربع تعد مفتاحاً رئيسياً للوصول إلى مناطق جديدة؛ ما جعلها عرضة لصراع رباعي من قبل قوات نظام الأسد، وميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، وتنظيم "الدولة"، وفصائل المعارضة، حيث تعد السيطرة على المدينة مفتاحاً للسيطرة على ريف حلب الشرقيّ كاملاً، كما أنّ المدينة تعتبر بوابة لريف حلب الشماليّ، كما يمكن من خلالها التقدم نحو مدينة حلب من الجهة الشرقية.

ويضيف "الحمصي" قائلاً: "فصائل المعارضة وميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" تتسابق للسيطرة على مدينة الباب حيث لم تعد يفصل المعارضة عنها سوى كيلو متر واحداً، في حين تسعى "قسد" إلى السيطرة على المدينة في محاولة منها لتحقيق رغبتها في إقامة دولة انفصالية كردية شمال سوريا من خلال وصل مناطق سيطرتها في عفرين غرباً وعين العرب شرقاً بعد سيطرتها على مدينة منبج ومناطق أخرى، إضافة إلى منع أية محاولة تقدم للمعارضة نحو مناطق سيطرة قوات النظام شرق مدينة حلب، وهو ما تسعى الفصائل المشاركة في "درع الفرات" إلى منعه.

ويشير الحمصي إلى أنّ "تنظيم الدولة" يمر بحالة انهيار، في ظل عدم وجود رغبة كبيرة من قبل قوات النظام للتقدم نحو مدينة الباب التي تعتبر مفتاحاً لتقدمه نحو الريفين الشمالي والشرقي لحلب.

ولم يستبعد "الحمصي" المواجهة المباشرة بين قواته و"قسد" في حال سيطرة "قسد" على الباب وهو ما يهدد الهدف الرئيس للمعركة وهو منع إقامة دولة انفصالية كردية وهو ما تتفق عليه المعارضة وتركيا، حيث أكد بأنّ التركيز حالياً ينصب على السيطرة على مدينة الباب وبعدها من الممكن أن تكون هنالك استراتيجية جديدة للمعركة.

وكانت الفصائل المشاركة في "درع الفرات" قد سيطرت خلال اليومين الماضيين على قرى: قباسين، العجيل، حزوان، كفيرا، وقاح في محيط مدينة الباب بعد معارك مع "تنظيم الدولة"، إضافة إلى السيطرة على قرية عرب بوران ومزارع الشويحة جنوب بلدة الغندورة بعد معارك مع قوات "قسد".

وتعد مدينة الباب أكبر مدن ريف حلب وأكثرها استراتيجية، وأولى المناطق التي خرجت في الثورة ضد النظام في مدينة حلب وريفها، حيث خرجت أولى المظاهرات فيها نهاية الشهر الثالث عام 2011.

ويذكر عمار نصار ابن مدينة الباب والناشط الإعلاميّ فيها بأنّ مقاتلي المدينة من أوائل من حمل السلاح ضد قوات النظام التي صبّت جام غضبها على المدينة من خلال القصف بكافة أنواع الأسلحة وارتكابها عدة مجازر بحق أبنائها، وساهم أبناؤها في السيطرة على مساحات واسعة من مدينة حلب وريفها.

ويضيف "نصار" بأنّ "تنظيم الدولة" وعقب انفصاله عن "جبهة النصرة" وتمدده في عدة مناطق بريف حلب الشرقيّ، تمكن في الشهر الأول من عام 2014 من السيطرة على مدينة الباب بشكل كامل بعد اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في المدينة.

ويوضح بأنّ المقاتلين اضطروا للانسحاب من المدينة، حيث أبقوا عائلاتهم في المدينة بعد حالة الهدوء التي عاشتها في الثمانية أشهر الأولى من سيطرة التنظيم على مدينتهم بعد أن كانت تُستهدف من قبل قوات النظام بشكل شبه يوميّ.

ويبين الناشط الإعلاميّ الذي أُبعِد عن مدينته عقب سيطرة التنظيم عليها بأنّه بعد منتصف عام 2014 بدأ طيران التحالف الدولي باستهداف المدينة ومراكز "تنظيم الدولة" فيها، تزامناً مع قصف من قبل الطيران الحربي التابع للنظام؛ ما تسبب بوقوع عدة مجازر راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى معظمهم مدنيون.

وفي نهاية عام 2015 بدأت قوات النظام بالتقدم نحو مركز مدينة الباب عقب تمكنها من فك الحصار عن مطار كويرس العسكري وسيطرتها على مجموعة قرى قرب مدينة الباب جنوباً، حيث لم تعد تفصله عن المدينة سوى سبعة كيلومترات؛ ما تسبب بنزوح آلاف السكان منها، قبل أن توقف قوات النظام تقدمها نحو المدينة.

ويروي "نصار" بعضاً من معاناة الأهالي قائلاً: "لم يستطع أهالي المدينة النزوح بممتلكاتهم، ولكن منع "تنظيم الدولة" نزوحهم اضطرهم للهرب في جنح الظلام، حيث كانت العوائل تقطع مسافة تصل إلى نحو 15 كيلو متراً مشياً على الأقدام".




المصدر