(أسبوع الموضة) في اللاذقية ينتهي وأيام الموت في حلب لا تعدّ

20 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

صفوان أحمد: المصدر

على هدير الطائرات التي تقلع من القاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم في اللاذقية، لتلقي حممها على المدنيين الآمنين في حلب، اختتم أمس الأول (أسبوع الموضة في اللاذقية) أعماله، والذي نظمته وزارة السياحة.

مفارقات لا تعدّ ولا تحصى بين من يعيش في مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الثوار، حيث أقام “مجلس الشباب السوري” تحت رعاية وزارة السياحة (أسبوع الموضة في اللاذقية)، أيام 13-15-17 تشرين الثاني/نوفمبر، في فندق ومنتجع لاميرا السياحي، في اللاذقية، مسقط رأس رئيس النظام بشار الأسد.

يأتي (أسبوع الموضة) هذا، بالتزامن مع أسبوع دامٍ شهدته أحياء مدينة حلب المحاصرة، ومدن وقرى أريافها، حيث كثّفت الطائرات الروسية والسورية غاراتها على كافة المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، وبالأخص حلب وريفها، وختتم (أسبوع الموضة) ولكن أيام الموت في حلب لا زالت مستمرة.

مفارقة بين عارضة أزياء تهزّ خصرها على (مسرح الدعارة) في اللاذقية، وبين أمّ تسمع أنين أطفالها تحت أنقاض منزلها في حلب، وتهزّ بيدها سقفه المتراكم دون جدوى، وبين أخرى تكفكف حجابها فوق رأسها مطأطئة تخرج من بين أنقاض منزلها، ومفارقة أخرى بين من يتجمّع حول (مسرع العهر) في اللاذقية يسترق النظر إلى تلك الساقطة التي تعرض نفسها، وبين من تجمّع ليسترق النظر بين الحجارة المتراكمة فوق جثث ضحايا الطائرات في حلب، باحثاً عن أي حركة تنبئ بحياة.

حلب، أدمت القلوب قبل المقل، في كل يوم تودع العشرات من أبنائها، في حين يتراقص مدّعوا الإنسانية على (مسارح العهر) في اللاذقية، أمس فقط ودّعت حلب أكثر من 80 من أبنائها، دمّرت الطائرات كلّ مستشفياتها، أُغلقت مدارسها، خُنق أطفالها بالكلور، دماء حلب نهر لا يجف.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]