الجزيرة تتعقب مسار الكلور من الأردن إلى سوريا


نفت شركة أردنية ظهر ملصقها على قذيفة في حلب(شمال سوريا) هذا الأسبوع أن تكون لها أي علاقة بتوفير أسلحة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وللتحقق من ذلك، تعقبت قناة الجزيرة مسار شحنات غاز الكلور في طريقها من الأردن إلى سوريا، وسط تحذيرات من استخدام الغازات السامة في الأعمال العسكرية.

وكان ناشطون سوريون تداولوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر اسم شركة مختصة بغاز الكلور والصودا -مقرّها الأردن- كان اسمها على صواريخ قصف بها النظام السوري الأحياء المحاصرة في حلب.

وذكر مدير مكتب الجزيرة في الأردن حسن الشوبكي أن الناشطين وجهوا أصابع الاتهام إلى شركة الباحة للصودا والكلورين بتزويد النظام السوري بغاز الكلور.

ونفى مدير وصاحب شركة الباحة مفيد الكعود جملة وتفصيلا أن تكون شركته وضعت ملصقا باسمها في حاويات الغاز، مؤكدا أن القانون يمنعه من أن يضع ملصقه عليها لأنها لا تخص شركة الباحة.

وسمحت الشركة للجزيرة بالتصوير في البداية، لكنها تراجعت عن ذلك، وفي اتصال هاتفي نفى مدير الشركة مفيد الكعود كل الاتهامات التي وجهت لشركته.

وقال المسؤول إن شركته تنتج أسطوانات سعة طن واحد، وهي لا تحمل ملصقات، كما أن آخر مرة تم تصدير غاز الكلور إلى سوريا كان في بداية عام 2012 ولغايات متعلقة بتعقيم المياه، حيث الحاجة ماسة لهذه المادة، لغرض تنقية مياه الشرب.

رأي منظمات دولية
وفي المقابل، أكدت منظمات دولية في العاصمة الأردنية عمّان أنها تسعى إلى توفير مادة الكلور ومواد أخرى من أجل تنقية المياه في سوريا منعا لانتشار الأمراض، وسط تحذيرات يطلقها الصليب الأحمر مرارا من إساءة استخدام غاز الكلور في أعمال عسكرية.

وقال المتحدث الإقليمي باسم الصليب الأحمر رالف الحاج إن اللجنة الدولية “تغير المواد التي تستخدم لتنقية المياه تفاديا لاستغلالها في غير ذلك الغرض”.

وأضاف “إذا أساء أي طرف استخدام المواد التي كنا نقدمها فسنتحدث إلى الطرف الذي أساء الاستخدام وسنُذكره بمبادئ القانون الدولي الإنساني”.

وبالمعنى ذاته، تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنها تسعى لتوفير مواد تقل فيها نسبة الكلور كي تحقق غايتها من تنقية المياه في سوريا.

وأوضحت المتحدثة باسم اليونيسيف فرح دخل الله أن منظمتها تقدم ثلاث مواد معقمة للمياه، وهي: سائل الصوديوم هايبو كلوريد والأقراص والحبيبات من الكالسيوم هايبو كلوريد، وهذه المواد التي نقدمها فيها نسب مخففة من الكلور ولا تستخدم في الأعمال العسكرية”.

وينفي خبراء عسكريون أردنيون وجود أي سلاح كيميائي في الأردن، سواء عند الشركات أو لدى القوات المسلحة، ويؤكد هؤلاء الخبراء أن التمرينات الأردنية المشتركة بهذا الشأن، التي تجري من وقت لآخر، تهدف إلى تعزيز القدرة الوقائية فقط.

تجدر الإشارة إلى أن الكلور يمكن تحويله ليصبح أحد مكونات البراميل المتفجرة التي لم يدخر النظام السوري جهدا في إلقائها على رؤوس الجميع في المناطق الخارجة عن سيطرته.

ورغم المجازر التي قتل فيها مدنيون جراء هذا السلاح المشمول بقوانين دولية رادعة، فإن الأمم المتحدة لم تُبد في نظر منتقديها ولو قدرا ضئيلا من الحزم في التعامل مع نظام الأسد يضاهي ذلك الذي عاملت به الملف الكيميائي لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.



صدى الشام