‘تقريرٌ (صادمٌ) لقاعدة (حميميم): النظام سلّم (داعش) مطاراً عسكرياً’
27 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
غيث علي: المصدر
نشر القسم الإعلامي لقاعدة “حميميم” الروسية تقريراً وصفه بـ “الصادم” مورداً شهادات من عناصر النظام بأن قيادة قواته هي من سلّمت مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة لتنظيم “داعش” في آب/أغسطس من عام 2014.
التقرير الذي نشرته القاعدة على صفحتها الرسمية على “فيسبوك” أمس السبت، حمل الرقم 321، وقال مسؤولها الإعلامي معلقاً “كنا نعتقد أن التقارير الصادمة التي تحدثنا عنها ستكون بمثابة مفاجأة تذهل الكثيرين، ولكن حقيقةً نحن من تفاجئنا بأن التعليقات تدل على أن الأكثرية لديهم علم مسبق بالقصة التي حدثت في ذلك الوقت، وكنا نظن أنها صادمة لصعوبة الحصول على تفاصيلها الدقيقة ولخطورة محتواها”
وفي شهادته على ما جرى في مطار الطبقة قبل اقتحامه من قبل تنظيم “داعش”، قال أحد جنود المشاة من حامية المطار: “كنت متواجدا في المطار وكان الوضع جيداً بعد أكثر من عام كامل من الهجمات المتتالية، الى أن جاءت بذلك اليوم طائرة اليوشن من دمشق وكانت محملة بالذخائر والعتاد حسب ما تم ابلاغنا بهمن قادتنا المباشرين، فارتفعت المعنويات اكثر مما كانت عليه، وتقدم قائد العمليات في ذلك الوقت وكان برتبة عقيد ويدعى (…..) –تجنبت صفحة القاعدة ذكر اسمه- وقال أن المعركة الحاسمة اصبحت وشيكة.
وتابع الجندي في شهادته: “وبعد يوم أو يومين أقلعت طائرة اليوشن في رحلة الاياب، لتصل اخبار مسربة عن مغادرة قائد المطار وهو الجنرال (العميد) (…….) برفقة قائد العمليات وآخرون، ليتم ابلاغنا أنهم ذهبوا لتقديم خطة الهجوم للقيادة بهدف القضاء على فلول التنظيم الإرهابي، وماهي الا أيام، حتى انقلبت الأمور رأساً على عقب، فالقائد وضابط العمليات لم يعودوا، والذخيرة التي وعدنا بها لم نر منها شيء في ذلك الوقت عندما كنا بأمس الحاجة لها”.
غرفة العمليات خارج التغطية
وحول مجريات اقتحام “داعش” للمطار، قال هذا الشاهد: “تقدمت أرتال الإرهابيين (داعش) من محورين اساسيين وكانت غرفة قيادة العمليات لا تعطي أي تعليمات واضحة لأكثر من ساعة وكانت تقتصر الكلمات على الصمود والقتال ورفع المعنويات، إلى أن توقفت فجأة عن البثّ لنصبح تائهين تماماً ثم عادت لتعمل ويتحدث المرسل بكلمات مجدداً عن الصمود ورفع المعنويات ثم انقطعت وهنا انتهى كل شيء، فقد كانت القوات المهاجمة قد تقدمت من أحد المحاور ووضعت نقاط تستهدف من خلالها أي تحرك يظهر في المحور الثاني من الخلف، مما ادى الى كشف ظهر الحامية وكنت احدهم”.
انسحابٌ عشوائي
ويؤكد الجنديّ في شهادته أن “الانسحاب العشوائي” في ذلك الوقت كان الحلّ الوحيد في ظل غياب أي قيادة توضح ما يتوجب علينا فعله.
وأضاف أنه خرج مع ثلاثين عنصرا باتجاه الحقول الفارغة وانطلقوا بالاتجاه الجنوبي الغربي، وكان هناك رشاشات متوسطة قد وصلت لـ “العدو” واصبحوا يستهدفون تحركنا، وهو ما ظهر في احدى تسجيلات الفيديو الخاصة بالتنظيم.
خلال المطاردة في الصاري الفارغة سقط من قوات النظام الكثير، واستطاع الجندي برفقة آخر الوصول إلى إحدى القرى القريبة، فيما تفرق البقية ولم يعرف مصير الكثير منهم إلى الآن.
في القرية التي وصل إليها جندي النظام كان يعرف فيها بعض السكان المحليين، ودخل إليها في حالة هلع وتحدث إليهم بطريقة جنونية عما حدث، فقام على الفور أحد السكان بتقديم لباس شعبي وبطاقات شخصية وأقلهم بسيارته لمسافة تزيد عن 12 كيلومترا إلى أحد المنازل في منطقة نائية، ليتم تهريهم فيما بعد إلى مناطق سيطرة النظام.
مئات المفقودين
يؤكد الجندي الذي أوردت قاعدة “حميميم” شهادته أن مئات المفقودين ما زالوا مجهولي المصير حتى الآن، مضيفاً “تلقيت منذ ذلك اليوم الى الآن مئات الاتصالات التي تسألني عن أقارب لهم كانوا معنا في الحامية وفقدوا الى هذه اللحظة ولا يعلم أحد شيئاً عنهم”.
العميد والعقيد على رأس عملهم
“ولكن ما يثير استغرابي هو اني علمت بعد ذلك أن العميد قائد المطار والعقيد قائد العمليات وكل من خرج معهم في ذلك الوقت اصبحوا في اماكن آمنة وهم يتواجدون الآن في قطع عسكرية جديدة وعلى رأس عملهم كقادة عسكريين منتصرين”، يضيف الجندي مستنكراً عدم محاسبة من سلموا المطار لـ “داعش”.
واستدرك قائلاً “لا أسعى من خلال شهادتي الى اتهامهم بالخيانة والتعامل مع تنظيم داعش المتورط بالهجوم، ولكن كنت اتمنى ان ارى تحقيقاً واضحاً من الجهات المختصة بما حدث وان يتم محاسبة المتورطين أو أن يتم إيضاح ما حدث تلك الليلة”.
وطالب الرّوس الذين منحهم هذه الشهادة بضرورة الاهتمام بأقارب المفقودين وإبلاغهم عما حدث، مشيراً إلى أنه فقد عدة أفراد من عائلته في أحد مناطق ريف دمشق ولا زال مصيرهم مجهولاً إلى الآن.
حلّ اللغز
الناطق الإعلامي في قاعدة حميميم علّق على الشهادة بالفول إنها حلقة من الشهادات حول ما حدث شمال شرق سوريا في تلك الآونة، مشيراً إلى أنه في حال عرفت خيوطها بالكامل فقد تقود الى حل اللغز الذي دفن في تلك الحروب دون معرفة الاسباب الحقيقية حول ما حصل.
إعدام جماعي
ما لم يشر إليه تقرير “حميميم” المهين لقيادة النظام، هو أن تنظيم “داعش” كان ألقى القبض على مئات الفارّين من جنود النظام وصغار ضباطه في صحاري الرقة وحماة، ونفّذ بحقهم حينها “حفلة” إعدامٍ جماعيّ بعد أن جردهم ملابسهم وساقهم إلى قبورهم حيث تم تنفيذ الإعدام بحقّ أكثر من 300 جنديّ دفعة واحدة بعد أن بثّ شريطاً مصوراً لعشرات الأسرى في أحد مقاره.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]