قوات المعارضة تنسحب من خمسة أحياء بحلب..وآلاف المدنيين ينزحون إلى مناطق أخرى داخل المدينة


انسحبت قوات المعارضة السورية، أمس، من 5 أحياء، في المنطقة الشرقية بمدينة حلب، شمال البلاد، بعد 3 أيام من الاشتباكات العنيفة مع ميليشيا "لواء القدس" المدعوم من نظام الأسد وإيران.

وبعد انسحاب قوات المعارضة دخلت الميليشيات المسلحة أحياء، مساكن هنانو، جبل بدرو، بعيدين، عين التل، وأرض الحمرا.

كما سيطرت المليشيات المسلحة على أجزاء من أحياء بستان الباشا، الإنذارات، والحيدرية.

وترافقت مع عملية انسحاب المعارضة نزوح الآلاف من المدنيين تجاه الأحياء الداخلية في حلب الشرقية، بعيداً عن مناطق المواجهات.

ونفى مصدر في حركة أحرار الشام (معارض)، في تصريح، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، ادعاءات نظام الأسد بالسيطرة على حي الصاخور في حلب الشرقية، مشيراً إلى أن الاشتباكات مازالت جارية حتى الساعة (21:45 بتوقيت غرينتش).

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 400 شخص انتقلوا إلى حي هنانو الخاضع لسيطرة النظام من المناطق المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة حيث تم نقل بعضهم إلى غرب حلب.

كما يتجه بعض المدنيين أيضاً إلى حي الشيخ مقصود وهو من أحياء حلب وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردية وتجنب إلى حد كبير هجوم القوات النظام وتفادى الضربات الجوية. وقال المرصد إن نحو 30 عائلة دخلت هذا الحي.

وقالت وكالات أنباء روسية نقلاً عن وزارة الدفاع يوم أمس إن أكثر من 900 مدني بينهم 119 طفلاً غادروا حي جبل بدرو على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وذكر محمد الذي رفض ذكر اسمه بالكامل خوفاً على سلامته لوكالة "رويترز": "غادرنا حي هنانو بسبب قصف الجيش السوري أثناء تقدمه وهرباً من غاز الكلور."

وكان محمد ينتظر مع زوجته وأمه وثلاثة أطفال في موقف للحافلات الصغيرة على أمل السفر إلى غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام. وقال محمد إن حي هنانو كان به ما بين 200 و 300 أسرة لكن هذه الأسر كانت تذهب وتعود طوال الحرب اعتماداً على كثافة الغارات.

وخلص تحقيق استمر 13 شهراً لمنظمة الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إلى أن قوات النظام بما في ذلك أسراب طائرات هليكوبتر، مسؤولة عن استخدام غاز الكلور في براميل متفجرة ضد المدنيين.

وأشار ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة نور الدين الزنكي المعارضة إلى أن "قوات الثوار تعزز خطوطها الدفاعية على مشارف هنانو وتستميت في الدفاع عن شعبنا في حلب (...) لكن الطائرات تدمر كل شيء الحجر والشجر والبشر بطريقة تدمير ممنهجة."

كما اضطر السكان للنزوح داخل الشطر الشرقي من حلب. وينتقل المئات باتجاه الجنوب داخل الشطر المحاصر تجنباً لحصارهم في الجزء الشمالي الصغير في حالة نجاح قوات النظام في تقسيم شرق حلب إلى نصفين.

وقال إبراهيم أبو ليث المسؤول بهيئة الدفاع المدني والإنقاذ في شرق حلب من المدينة "كثير من السكان ينزحون من الأحياء الشرقية إلى الغربية من حلب المحاصرة. هناك نحو 300 أسرة غادرت لكن هناك أسر أرهقت والجيش يتقدم بشكل كبير للغاية.

وأضاف أن هيئة الدفاع المدني تقدم مساعدات للنازحين لكن خدمات الهيئة تتعرض لضغط شديد بسبب القصف وعمليات النزوح. كانت الهيئة أوضحت أن إمداداتها ومعداتها تنفد مع تضاؤل عدد المراكز الطبية الباقية لاستقبال الناس للعلاج إن بقي منها شيء في الأساس.

جدير بالذكر أنّ عدد الشهداء المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمدينة حلب، بلغ 554 منذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، فيما جُرح ألفين و196 شخصاً.

وتسببت الهجمات العنيفة، التي تنفذها قوات النظام وحلفاؤها، بتعطيل المستشفيات والمراكز الطبية كافة عن العمل، بينما لم تبق سوى 3 أفران تنتج رغيف الخبز لآلاف المحاصرين في تلك المناطق.

ومنذ 4  سبتمبر/أيلول الماضي، يُحاصر النظام وحلفاؤه من الروس المناطق، التي تسيطر عليها المعارضة، شرقي مدينة حلب، وحولت هجماته المشافي والمدارس في المنطقة إلى وضع خارج عن الاستخدام.




المصدر