on
لدى الشرق الأوسط بعض الأسئلة للرئيس دونالد ترامب
أحمد عيشة
نساء إيرانيات سيرًا على الأقدام إلى جانب جدارية مناهضة للولايات المتحدة. (عابدين طاهر كيناريه / وكالة الصور الصحفية الأوروبية)
ماذا تعني انتخابات دونالد ترامب بالنسبة إلى الشرق الأوسط؟ تجمع عددٌ من وزراء الخارجية البارزين، وخبراء السياسة، هنا في نهاية الأسبوع الماضي، لاستكشاف آثار الانتخابات المترتبة على أكثر المناطق المضطربة في العالم.
يتم استضافة الاجتماع، والمعروف باسم منتدى صير بني ياس، في كل عامٍ، من جانب الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، لم تكن التعليقات هنا منسوبة إلى أحد، وبالتالي، لم أتمكن من التعرف إلى المشاركين بالاسم، لكنها ضمّت ممثلين من كلّ بلدٍ عربي تقريبًا، فضلًا عن الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة.
رحّبت دول الخليج العربية، التي ازداد نفورها من كثيرٍ من جوانب سياسة الرئيس أوباما في الشرق الأوسط، بالتغيير بحدّ ذاته، ولكن المؤكد هو قليل حول مواقف ترامب، حتى أولئك يلحون على دعمه، حذروا من أن “لا أحد يعرف” موقفه.
ونظرًا إلى مواقف الرئيس المنتخب المتفرقة، ركزّ كثير من المتحدثين على صفاته الشخصية الواضحة، حيث زعم أحدهم أنَّ ترامب هو رجل مغرور بكل وضوح، لذلك امدحه -كما فعل الكثير من قادة العالم في اتصالاتهم منذ 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، وقال آخر، إنَّ ترامب رجلٌ متقلب، لذلك لا تحشره في زاوية، بينما قال ثالثٌ، إنه رجل صفقات -“صانع صفقات” مدعٍ- ولذلك ابحث عن الصفقات التي من شأنها أن تخدم مصالح المنطقة.
أثار وعلى نحو مستغرب، وابل ترامب الخطابي ضد التجارة، القليل من التعليق، نظرًا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي رمز العولمة، كما لم تجذب تصريحاته المعادية للمسلمين أيُّ لومٍ أو توبيخ، وقال أحد الحضور البارزين، على الأقل سيكون ترامب ضد الشيعة (من الصعب على إيران)، وكذلك ضد السنة، الذي قال، هكذا كان أوباما.
ولعل في هذه المدن-الدول التجارية، يشك الناس في أن ترامب قد يتمكن من أن يُبطل زخم التنوع، والتجارة العالمية متعددة الثقافات حتى لو أراد ذلك.
النمو هو أن تتحرك بسرعة كبيرة: في عشاءٍ غير معلن في دبي، استضافه إمبراطور الإعلام الأفغاني سعد محسني، وهناك التقيت رجال الأعمال الشباب الذين يستثمرون في شبكات لوجيستية شرقي أفريقيا، وفي محلات السوبر ماركت السعودية، وشبكات الطاقة في جنوب آسيا، وفي مجموعة كبيرة من المشاريع الأخرى.
حصلت اثنتان من القضايا التي تواجه ترامب على تركيز من المناقشات في منتدى صير بني ياس:
الاتفاق النووي الإيراني هو اللغز الأول. طوال الحملة، اقترح ترامب أنه سيقوم بإلغاء الاتفاق أو إعادة التفاوض حوله، ولكن كان هناك شبه إجماعٍ أنَّ ترامب لا بد وأن يقبل الاتفاق كصفقة منجزة ومحسومة، ويركز بدلًا من ذلك على الحد من سلوك إيران العدواني في المنطقة، وشمل هذا الإجماع حتى المسؤولين الذين كانوا من بين النقاد العنيفين للاتفاق.
“شخصٌ واحد فقط يريد أن يرسلنا إلى عالمٍ مجهول هو من يريد تدمير الاتفاق” قال مسؤولٌ بارز في الخليج العربي، “لا أحد في الحقيقة ضد الاتفاق”، وقال آخر، بعد أن انتقد بشدةٍ الطريقة التي تم التفاوض عليه.
أعرب العديد منهم في هذه المجموعة عن أمله في أن ترامب سيكون أكثر صرامة في تحدي الاستفزازات الإيرانية، إذ قال ترامب خلال الحملة الانتخابية أنه إذا تحرشت الزوارق الحربية الإيرانية، سفن البحرية الأمريكية في الخليج، سيقوم بحرقهم وإخراجهم من الماء. هذا هو نوع الردّ المضاد لإيران الذي تريد دول الخليج العربي أن تراه (وإن تعرضت سفن أخرى للخطر).
كانت رغبة ترامب أن يعيد النظر في التحالف مع روسيا في سورية هي القضية الكبرى الرئيسة الثانية، حيث كان هنا عديد المسؤولين العرب الذين دعموا المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، لذلك يمكنك أن تعتقد أن أي إشارةٍ إلى أنَّ ترامب سيعمل بالشراكة مع موسكو ستكون لعنةً غير مقبولة، ولكن في الشرق الأوسط، يميل الدعم السياسي إلى الذهاب مع الفائز، ويبدو أن روسيا هي اللاعب القوي في سورية هذه الأيام.
تحدث ممثلو المعارضة السورية بشكلٍ مؤثر عن التكلفة البشرية الناتجة عن التدخل الروسي، وزعموا أن سقوط حلب سيعني حربًا دائمة.
قدم المتحدثون الروس بعض التعليقات الاستفزازية في المؤتمر، فقالوا، كانت سياسات هيلاري كلينتون التدخلية ستدفع الولايات المتحدة نحو “الهاوية” ونحو “تصادم حركي في سورية”، وقال أحدهم. “الآن، مع ترامب، تراجعنا على الأقل خطوة إلى الوراء.”
فهل لحوارٍ جديد بين الولايات المتحدة وروسيا -من شأنه أن يقترب من إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية وغيرها من لاعبي الشرق الأوسط- يتسبب في استقرار هذه المنطقة ويهدئ حروب الأخوة الأعداء الطائفية فيها؟ احتمال بحثه عددٌ من المتحدثين هنا.
اقترحت دول الخليج العربي هذا الاتفاق بين الدول، بما في ذلك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن، إضافة إلى القوى الإقليمية، وأشار خبيرٌ أميركي إلى مؤتمر السلام في مدريد عام 1991، بعد انتهاء الحرب الباردة، كما أشار خبيرٌ روسي إلى مؤتمر 1815 في فيينا الذي جلب السلام إلى أوروبا المنقسمة.
كما جمعت دون كورليوني “العائلات الخمس” في “العراب”، لربما يجمع ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية، لكن الخبراء يحذرون من “يالطا 2” -محاولة روسية-أمريكية جديدة لتحديد “مناطق النفوذ” التي من شأنها تفتيت المنطقة.
لم تكن هناك اجاباتٌ عن الحياة في عالم دونالد ترامب الجديد، ولكن كان كثير من الأسئلة المثيرة للاهتمام.
اسم المقالة الأصلي | The Middle East has some questions for Donald Trump |
الكاتب | ديفيد إغناطيوس، David Ignatius |
مكان النشر وتاريخه | واشنطن بوست، The Washington Post 22-11-2016 |
رابط المقالة | https://www.washingtonpost.com/opinions/the-middle-east-has-some-questions-for-donald-trump/2016/11/22/82b9425c-b0f0-11e6-840f-e3ebab6bcdd3_story.html?hpid=hp_no-name_opinion-card-f%3Ahomepage%2Fstory&utm_term=.9b2b86833f6c |
المترجم | أحمد عيشة |
المصدر