‘الجيش اﻷمريكي: قصف جيش اﻷسد قرب دير الزور كان خطأً’

30 نوفمبر، 2016

خلص تحقيق للجيش الأمريكي، إلى أن سلسلة من “الأخطاء البشرية غير المتعمدة” أفضت إلى تنفيذ التحالف، بقيادة الولايات المتحدة لـ15 ضربة جوية على جيش اﻷسد في 17 سبتمبر/أيلول الفائت.

وقال البريجادير جنرال ريتشارد كو، الذي قاد التحقيق للصحفيين في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) أمس الثلاثاء، إن “الأخطاء الكبرى تراوحت بين عدم التعرف على الأهداف والتفكير الجماعي، نتيجة مشاكل في تحليل المعلومات والتواصل عبر خط ساخن مع روسيا”، مضيفًا أن أفراد التحالف المشاركين كانوا “أشخاصًا جيدين يحاولون فعل الصواب، وهؤلاء الأشخاص كثيرًا ما يؤدون المهمة بشكل صحيح، لكن هذه المرة حدث قصور”.

وكانت المقاتلات اﻷمريكية شنَّت عدة غارات على مواقع جيش اﻷسد في محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا، وأفاد نظام اﻷسد حينها بأن الغارات استمرت لـ4 ساعات، ولا يمكن أن تكون غير متعمدة، وأتت تلك الغارات عقب قيام الطيران الروسي بقصف قافلة مساعدات كانت متوجهة لحلب، ما أدى لانهيار الاتفاق الروسي اﻷمريكي حول توحيد الجهد العسكري في سوريا ضد جبهة فتح الشام.

وألقى التحقيق الضوء على “العمل الصعب والخطير المتعلق بتحديد أهداف للغارات الجوية للتحالف ضد تنظيم الدولة في أجزاء من العراق وسوريا، حيث لا تملك الولايات المتحدة قوات على الأرض، أو مرشدين موثوقًا فيهم بين السكان لضمان صحة معلومات المخابرات”.

وقال كو إن التحالف ظن خطأ أن أفرادًا من القوات المتحالفة مع قوات اﻷسد مقاتلون من تنظيم الدولة، لأسباب من بينها أنهم لم يكونوا يرتدون الزي الموحد المعتاد، وذكر أن محللاً شاهد دبابة تتحرك، وكتب في غرفة للدردشة على الإنترنت أن “ما ننظر إليه لا يمكن أن يكون تنظيم الدولة”.

وقال التحقيق إن “الأخطاء” استمرت حتى بعد بدء الغارة، وتواصلت موسكو مرارًا عن طريق خط ساخن مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في محاولة لإبلاغه أنه يضرب أهدافًا لجيش اﻷسد وليس لتنظيم الدولة، لكن نقطة الاتصال العسكرية الأمريكية المكلفة لم تكن متاحة لمدة 27 دقيقة، وفي هذه المدة وقعت 15 غارة، على من اعتقد التحالف أنهم مقاتلو تنظيم الدولة.

وقال كو “هذه بوضوح فرصة ضائعة للتمكن من الحد من أضرار الخطأ”، مضيفًا أن الغارات كانت ستستمر إذا لم يتصل الروس ويبلغوا معلوماتهم في آخر الأمر.

وشملت الغارات طائرات من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والدنمارك التي أسقطت 34 سلاحًا دقيق التوجيه، وأطلقت نحو 380 قذيفة عيار 30 ملليمترًا.

وأثارت الواقعة التي قالت موسكو إنها أودت بحياة أكثر من 60 جنديًّا من جيش اﻷسد جدلًا، وأدت إلى انعقاد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي مع زيادة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة.

وتحدّثت مصادر إعلامية حينها عن سقوط قتلى روس ومن الميليشيات الفلسطينية مع قتلى جيش اﻷسد في الغارات.