سكان حلب يحتمون من القصف بالمغاور..والأفران لم تنتج الخبز منذ خمسة أيام
1 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
يبدو أن المغارات باتت آخر ملاذ لسكان حلب شمال سوريا المحاصرين في قطاع من مدينتهم؛ بعدما ضاقت عليهم الأرض؛ جراء غارات مكثفة لطيران النظام السوري وروسيا تودي يومياً بحياة العشرات من المدنيين في مناطق حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، على عكس المناطق الغربية من المدينة.
ومع اشتداد وتيرة القصف على حلب في الآونة الأخيرة، وتقدم قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له في عدد من أحياء المدينة، تحت غطاء جوي روسي كثيف، بدأت مئات العائلات في النزوح إلى المغارات للاحتماء من قصف دموي يعاني منه قرابة 275 ألف شخص محاصرين.
وفي هذه المغارات، الموجودة في مناطق متفرقة من حلب بين هضاب موحشة، تعيش عائلات بأكملها مع أطفالهم ومرضاهم، بل ومعاقيهم بالنسبة لبعض العائلات، في ظروف “مأساوية للغاية”؛ حيث لا مياه ولا كهرباء ولا تدفئة تحميهم من برد الشتاء، إلى جانب النفايات التي تحيط بالمغارات من كل جانب، فضلاً عن انتشار الحشرات والقوارض.
عائلة عبد الحي الحلبي هي واحدة من تلك العائلات التي لجأت إلى المغارات؛ بعد قصف منزلهم في حي “الفردوس”، ونجاتهم من الموت، حيث لجأوا إلى إحدى المغارات القريبة، لعلها تقيهم من القنابل والصواريخ التي تنهمر بشكل مستمر على حلب.
قبل أسبوعين، ومع اشتداد القصف، وصل “عبد الحي” وعائلته إلى المنطقة التي تدعى “المغاير”، وجلبوا معهم، وفق قوله، معظم أشيائهم لعلمهم أن إقامتهم ستطول، فلا يلوح في الأفق أي مؤشر على توقف قريب للقصف.
وللمغارات مخاطر لا حصر لها، فهي مثلاً توجد في مناطق مفتوحة؛ ما يجعل البرد فيها قارصاً، فضلاً عن كونها محاطة بالنفايات؛ ما يشكل خطراً على صحة الأطفال، لكنها تبقى بالنسبة للعديد من سكان حلب “أهون الشرين”.
ويقول: “نعيش على ضوء الشمس، فما إن يحل الظلام، فلا نور ولا نار”. هكذا لخص الحلبي الحياة في مغاراته، مضيفاً أنه “لا توجد مياه ولا كهرباء ولا وسائل تدفئة في المغارات التي أعيش فيها مع أقربائي وعشرات العائلات الأخرى”.
الحلبي، الذي يستعين بعكازين ليتمكن من الحركة بعد إصابته خلال القصف على سوق الفردوس، مضى قائلاً: “طعام عائلتي هو القليل من الأرز والبرغل.. هذا كل ما نحصل عليه.. لكن سنبقى في مدينتنا حلب ولن نخرج منها مهما كانت الظروف”.
وتوفر المغارات نوعاً من الأمان لبعض سكان حلب، خاصة لمن يرفضون خيار النزوح من المدينة.
وفي سياق آخر وقفت جميع الأفران في المناطق المحاصرة بمدينة حلب السورية عن العمل جراء الهجمات العنيفة، التي تشنها قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، ما أدى إلى حرمان مئات الآلاف من المدنيين داخل المدينة من الخبز.
ويواصل النظام السوري وداعموه هجماتهم البرية والجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب بشكل عنيف جداً منذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأسفرت الهجمات عن استشهاد نحو 739 مدنياً من أهالي المدينة وإصابة نحو 2500 آخرين خلال الأيام الـ16 الأخيرة، فضلاً عن تعطّل جميع المستشفيات والمدارس الموجودة في المناطق المستهدفة.
من جهته أكّد مدير الدفاع المدني في حلب “نجيب الأنصاري”، أن الأفران المتبقية التي كان من المنتظر أن تنتج الخبز منذ يوم السبت الماضي، وعددها 3 فقط، لم تعمل حتى اليوم.
وقال الأنصاري: “تعرضت أفران المدينة للقصف، وبقي لدينا 3 أفران فقط لإنتاج الخبز لأجل مئات الآلاف من المدنيين، وبالطبع لم تكن قدرتها كافية لتلبية احتياجات الجميع”.
وأشار إلى أن الأفران الثلاثة المتبقية كان من المنتظر أن توزّع الخبز يوم السبت الماضي إلا أن القصف العنيف حال دون ذلك، ولم تنتج قطعة خبز واحدة منذ 5 أيام.
تجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد يعيق إيصال المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ 7 يوليو/تموز الماضي.
[sociallocker] [/sociallocker]