“التل” تسلك طريق جاراتها في التسوية


تستعد مدينة التل، في ريف دمشق، للسير على ذات الطريق الذي سلكته عدد من المدن المحيطة بدمشق، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، بعد وصول التسوية بين الفصائل المتواجدة في المدينة مع نظام الأسد إلى مرحلة تنفيذ أبرز البنود، وهو خروج المقاتلين باتجاه الشمال، والذي سيبدأ صباح الغد الجمعة.

و أوضحت الناشطة الإعلامية ”وئام الشاهر”، أنه تم توقيع بنود التسوية بين فصائل المعارضة المسلحة ووفد النظام، بوساطة لجنة المصالحة التي تضم كبار أهالي التل، والتي تضمنت عشرة بنود، وهي خروج من يريد من الشباب بسلاحهم الفردي لأي منطقة يختارونها، وتسليم السلاح الباقي بالكامل، وتسوية وضع المطلوبين رجالاً ونساءً، يعطى المتخلفون أو المنشقون عن خدمة العلم تسوية لمدة 6 أشهر وبعدها يعودون لخدمة ضمن قوات النظام، على أن يستثنى من خرج من المنشقين على الإعلام وأعلن انشقاقه فلا يحق له الرجوع إلى الخدمة الإلزامية.

و تابعت “الشاهر” ، في حديث مع “صدى الشام” ، أن البنود تضمنت فتح طريق التل بالكامل وإلغاء المنفوش (وهو أحد الشبيحة الذي اعتمده نظام الأسد لإدخال المواد الغذائية للمدينة المحاصرة مقابل الحصول على نسبة مالية على كيلو غرام يدخل المدينة التي تحتضن أكثر من ٨٠٠ ألف مدني)، و لفتت الشاهر إلى أن بنود التسوية لم تتضمن  أي وعود لإخراج المعتقلين ، مشيرة إلى  إمكانية محاولة لإخراجهم، كما نص الاتفاق.

ووفقًا  لبنود الاتفاق تعهد النظام  بعدم دخول الجيش أو الأمن أوالشبيحة إلى داخل المدينة إلا لو كان هناك بلاغ بوجود سلاح بمكان محدد، كما أنهم لا يدخلوا إلا بمرافقة اللجنة التي أوضحها آخرو البنود ، والذي نص على تشكيلها من 200 شخص لحماية البلد تحت أمر الجهاز الأمني  للنظام ويسلم كل شخص سلاحه من النظام.

وأضافت الشاهر، لصدى الشام، أن الفصائل المعارضة كانت قد وافقت على البنود العشرة، لكن النظام عاد وألغى البند الثاني ومنع من أراد الخروج الى إدلب مع سلاحه الفردي، وأضاف بند جديد وهو سيطرة النظام على منطقتي الشميس ووادي موسى، ما جعل الفصائل تعود وترفض بنود التسوية،  ولكن بعد عدة مناقشات بين الفصائل ولجنة المصالحة، وافق الأول على شروط بنود التسوية والتعديلات التي قامت عليها، وسيتم إخراج أول دفعة مقاتلين دون سلاح إلى إدلب يوم غد الجمعة، في تمام الساعة العاشرة بحسب الاتفاق.

والجدير بالذكر أنه في حال تم تنفيذ بنود التسوية في مدينة التل، الأكثر كثافة سكانية في ريف دمشق، فإنه من بين 800 ألف مدني في هذه المدينة، هناك 20 ألف متخلف عن الجيش سيتم انضمامهم للجيش خلال ستة أشهر تالية، ما يؤمن لقوات الأسد عناصر بين صفوفه بأقل كلفة.

ومن جانب إنساني، فقد نزح أهالي التل خلال الأسبوع الماضي إلى مدينة حرنة الشرقية المجاورة، والخاضعة بشكل جزئي لقوات النظام، بعد أن تعرضت المدينة للقصف من قبل قوات النظام، للضغط على المعارضة المسلحة لتوقيع بنود التسوية من خلال قصف المدنيين، ، وحاول الكثير من المدنيين الخروج إلى دمشق، لكن الحواجز منعتهم، فيما استطاعت بعض العائلات الخروج إلى العاصمة بعد دفع مبالغ مالية للحاجز، لتمنع الحواجز المرور بعدها بشكل نهائي، وكان الكثير من الذين نزحوا إلى حرنة الشرقية، قد عادوا  بداية الأسبوع الجاري إلى منازلهم في مدينة التل.

وأكدت الشاهر، لصدى الشام أن “المواد الغذائية والخضروات متوافرة في مدينة التل، ولكن بأسعار مرتفعة عن أسعار العاصمة، نظرًا لإدخالها عن طريق تاجر يعرف بالمنفوش، والذي يأخذ مبالغًا كبيرة من الناس لإدخالها، فيما يمنع إدخال المواد الطبية إلى المدينة بشكل نهائي، ما جعل علاج الإصابات خلال حملة القصف الأخيرة في مطلع الأسبوع الجاري صعبًا، وما أدى لوفاة طفلة بسبب قلة المواد الطبية اللازمة للعلاج.

فيما لا يزال التيار الكهربائي مقطوعًا عن المدينة بشكل كامل منذ 5 أيام، بعد استهداف محطة توليد الكهرباء، القريبة من منطقة وادي موسى، أثناء قصف قوات النظام، ما أدى الى اعتماد الناس على المولدات وشحن بطاريات السيارات للإنارة، وما زال وضع المدينة في تذبذب، وحال المدنيين في ترقب متوتر.



صدى الشام