uFEFFأمن إسرائيل فوق الصراعات في سوريا
3 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
إن دخول روسيا إلى المعارك في سوريا إلى جانب الأسد، أحدث تحولا في الحرب الاهلية ونجاحات متراكمة لدى الجيش السوري وحزب الله وإيران أمام المعارضة السورية والسقوط المتوقع لحلب. وفي نفس الوقت تدور معارك في عدة جبهات في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وشيئا فشيئا تقترب النهاية.
يبدو أن الحرب الاهلية في سوريا ستصل إلى النقطة الحاسمة التاريخية التي تبشر باستمرار بقاء نظام الأسد. وفي ظل هذا الواقع فإن القوى المختلفة تحاول وضع قواعد اللعب المستقبلية.
في هذه الظروف يبدو أن محاولة نقل الوسائل القتالية من سوريا إلى حزب الله في لبنان أول أمس، كان يهدف إلى اختبار سياسة الخطوط الحمراء المعلنة لإسرائيل. حادثة الاطلاق في جنوب هضبة الجولان في هذا الاسبوع يجب أن يتم اختبارها هي ايضا حسب وضع القوانين الجديدة، هذه الحادثة تمت على أيدي ذراع الدولة الإسلامية في جنوب هضبة الجولان.
دولة إسرائيل تعمل على منع نقل الوسائل القتالية إلى حزب الله، استنادا إلى اتفاق وقف اطلاق النار في حرب لبنان الثانية وقرار الأمم المتحدة 1710.
وفي ظل غياب القدرة الكاملة على منع وصول الوسائل القتالية لحزب الله، اختارت إسرائيل التركيز على ما تسميه منع وافشال وصول الوسائل القتالية المتقدمة، التي ستلحق الأذى بقدرة الجيش الإسرائيلي على العمل. أو الوسائل القتالية التي ستمنح هذه المنظمة القدرة على الحاق الضرر بدولة إسرائيل.
منذ العام 2010 نقلت إسرائيل رسائل لنظام الأسد من اجل الامتناع عن نقل الوسائل القتالية المتقدمة من سوريا إلى حزب الله، ولازالة الشك حول جدية نوايا إسرائيل، أعلنت ايضا أنها ستمنع نقل الوسائل القتالية المتقدمة لحزب الله.
القصف الجوي من اجل منع نقل الوسائل القتالية من سوريا إلى حزب الله، حسب المصادر الاجنبية، نُسب لإسرائيل. وقد بدأ في كانون الثاني 2013، وفي معظم الحالات كان القصف على الاراضي السورية. وإسرائيل تمتنع بشكل منهجي عن التعاطي مع هذه الاقوال. القصف الذي نُسب لإسرائيل أضر في السابق بارساليات سلاح متقدم: صواريخ شاطيء ـ بحر الدقيقة وبعيدة المدى من نوع «يحونت»، صواريخ متقدمة مضادة للطائرات وقذائف دقيقة للمدى المتوسط من نوع «الفاتح 110».
سوريا وحزب الله لم يردا على القصف، رغم أن الأسد قد اتهم إسرائيل بشكل مباشر بالمسؤولية عن القصف وهدد بالرد. وفي العام 2014 نفذ حزب الله عملية في هضبة الجولان ردا على القصف الذي نُسب لإسرائيل والذي تم في لبنان حسب ادعائه. في معظم الحالات التي قُصفت فيها مناطق في سوريا، فضلت الاطراف النفي، وإسرائيل لم تتعامل بشكل مباشر. ويمكن للأسد وحزب الله تجاوز ذلك. يبدو أن إسرائيل تعتقد أنه في الظروف الحالية للحرب الاهلية في سوريا، فإن الأسد وحزب الله لا يريدان التصعيد. وسياسة النفي يبدو أنها تخدم هذا الهدف.
يجب على إسرائيل أن تكون يقظة للتغيير في قواعد اللعب. ويجب الاستمرار في سياسة الامتناع عن التدخل المباشر في الحرب الاهلية السورية، مع الحفاظ على مصالحها. إن قصف قافلة الوسائل القتالية، على فرض أنه كان من قبل إسرائيل حسب التقارير الاجنبية، هو رسالة واضحة على أنه ايضا في ظل الظروف القائمة، وفي ظل التواجد العسكري الروسي ونجاح تحالف الأسد، فإن إسرائيل تعمل بتصميم ونجاعة من اجل الدفاع عن أمنها. وقد نجحت هذه السياسة قبل ذلك بأيام أمام تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب هضبة الجولان.
إسرائيل اليوم 1/12/2016
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]