الدخل المحدود يقلق السوريين في تركيا مع دخول الشتاء


asd23asd-1

رزق العبي: المصدر

تتميز أغلب المناطق التركية بشتاء بارد جداً، يتخلّله تساقط للأمطار والثلوج، لفترات طويلة من العام، ووسط هذه الأحوال الجوية تعيش الآن المدن التركية أجواءً باردة تتطلب تكاليف إضافية للسكان.

وجهّز السوريون في مدنها أنفسهم للشتاء، كلٌّ حسب قدرته المادية، وتعتبر الألبسة الشتوية من أهم تلك المتطلبات، والتي تتميز في أغلب المدن بسعرٍ مرتفع قياساً بالدخل اليومي للسوريين، إلّا أن أغلب الأسر تلجأ للأسواق الشعبية التي تجد فيها فرصة لشراء كميات كبيرة من الألبسة بسعر جيد.

تقول “إلهام” وهي نازحة من مدينة دمشق إلى مدينة غازي عينتاب التركية: “في التشارشي (السوق الشعبي) اشتريت لأولادي الثلاثة بدلان لكل ولد، بمبلغ 250 ليرة تركية لكل الألبسة، ونفس القطع لو اشتريتها من سوق آخر لوصلت إلى 600 ليرة، بالطبع تختلف نوعية القطعة هنا عن القطع في أسواق الماركات، إلا أنها تناسبنا كسوريين أصحاب دخل محدود”.

وتتابع “إلهام” في حديث لـ (المصدر): “الألبسة من البضائع الغالية هنا، لكن توجد بعض الجمعيات الخيرية في بعض المدن، والتي توزّع ألبسة على السوريين، بعد التأكد من وضعهم المادي، وغالباً ما يتولّى القائم مقام التركي هذه الأعمال”.

ولكن لـ “أبو خالد” طريقته في التأقلم مع الجوّ الشتوي، حيث أخذ احتياطاته منذ الصيف، واشترى معظم احتياجات الشتاء من الألبسة، ففي أول الصيف تعرض أغلب المحال تنزيلات على أسعار الألبسة.

وتابع قائلا: “يجب علينا كسوريين أن نفعل ذلك، وألّا نشتري إلا بالجملة، لأن ذلك يوفّر الكثير من المال، وهنا لليرة قيمتها”.

في المقابل يعتبر نوع وقود التدفئة من أصعب الحاجيات التي يتطلبها الشتاء في تركيا، وفي عموم البلاد يعتبر المازوت من الكماليات، ويستعاض عنه بحطب الزيتون والسنديان، حيث تنتشر ورش لبيع الحطب، ومحال لبيع المدافئ التي تعمل على الحطب.

ويقول “أبو علي” الذي يواظب على التدفئة بالحطب منذ ثلاث سنوات: “أسكن في مرسين وهي باردة في الشتاء نوعاً ما، اشتريت هذا العام مدفئة بمبلغ 200 ليرة تركية، وحطب بـ 300 ليرة، وهي تكفي كل فصل الشتاء، هنا الحطب بـ 40 قرشاً للكيلو، يوضع في أكياس صغيرة، ويصل إلى البيت، غير أن بعض البلديات في المدن تقدم فحماً حجرياً للسوريين مجاناً، ما من شأنه التوفير علينا قليلاً، إلّا أن الحصول عليه يعتبر صعباً وهو مرهون بالحالة المادية الصعبة للأسرة، لأن البلديات تدرس أوضاع الأسر لتسجيل المستحقين عليها”.

ولمدافئ الكهرباء جمهورها، إلّا أن فاتورة الكهرباء تعتبر مانعاً في اقتنائها، فأقل فاتورة كهرباء قد تصل إلى 250 ليرة تركية شهرياً لو استعمل المنزل السخانات الكهربائية للتدفئة.

ويشار إلى أن أكثر من 3 مليون سوري يسكنون المدن التركية، ومعظمهم من أصحاب المهن الحرّة، ويعملون في معامل خاصة ومطاعم وورشات بناء، ويتراوح دخل ربّ الأسرة بين 35 ليرة و60 ليرة يوميا، ليذهب نصفها أجور بيت ومياه وانترنت وكهرباء.





المصدر