سماسرة للبشر… 200 ألف ليرة أجرة السفر من دمشق إلى إدلب


image

رزق العبي: المصدر

يقرر أبو مؤنس الخروج من دمشق أخيراً، أو الهرب إن صحّ التعبير، لا أمتعةَ يحزمها، إنما دولارات، ومئات الآلاف من الليرات السورية التي سيوزعها على حواجز النظام.

يقول أبو مؤنس الطبيب الذي ترك دمشق قبل أسبوع، ووصل إلى تركيا: أصبحت البلد مرتعاً للتشبيح، وصارت الحياة في دمشق صعبة جداً، فاتفقت مع شخص أن يوصلني إلى إدلب، ومنها إلى تركيا، الترتيب كان دقيقاً، موعد الخروج من الشام باتجاه أوتوستراد دمشق – حمص.

يتابع في حديثه لـ “المصدر”: عندما أخبرني صاحب الباص أن 200 ألف ليرة على الشخص الواحد، كنت أعتقد أن المبلغ سيدفعه السائق مسبقاً ونعبر بكل أريحية، لكن تفاجأت أن الدفع لكل حاجز بحاجزه، وطالما أن الدفع موجود لا يمكن أن يأخذ أحد هويتك ويسألك إلى أين تذهب، كما أن بعض الحواجز تطلب الدخان، وكل هذه الأمور مكشوفة للجميع.

لا ينطبق قانون الدفع على حواجز قوات النظام فقط على المطلوبين له، والذين يريدون الفرار من دمشق، إنما على المدنيين العاديين أيضاً، ولأن النظام فصل مناطق البلاد عن بعضها البعض فإن دفع 200 ألف ليرة سورية، منعاً بسؤال واحد (أنتَ من دمشق لماذا ذاهب إلى إدلب؟).

يؤكد أبو مؤنس أن الرحلة التي استغرقت 12 ساعة من دمشق إلى إدلب كانت سهلة من حيث الحواجز، التي بلغ عددها 26 حاجزاً للنظام، و7 للفصائل الأخرى في الجانب المحرر.

وختم بالقول: من المؤسف أن يصبح الإنسان سلعة تباع وتشترى، إنها سمسرة حقيقية، لقد أصبح السوري لقمة في فم الريح، كما أن أغلبنا يسمسر على حساب الآخر، عدا عن جور النظام علينا.

وتجري بين الحين والآخر، وفقاً لروايات تنتشر في دمشق عمليات تهريب مدنيين من الغوطة إلى مدينة دمشق، بمبالغ مالية كبيرة، والتي تشمل نساء ورجال وشيوخ، دون الشباب، ليسكنوا في العاصمة، التي تغيّرت معظم ملامحها.

وباتت “تجارة البشر” منذ بدء الثورة رائجة على النطاق المحلي في سوريا، والتي ينشط أغلبها بين مناطق النظام والمعارضة، والتي تكون في أكثرها بين دمشق وإدلب للسفر بعدها إلى تركيا.





المصدر