‘مصدر عسكري لـ”صدى الشام”: سقوط 50% من شرقي حلب بأيدي النظام لا يعني سقوط المدينة.’

8 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

4 minutes

في الوقت الذي ضاق فيه الحصار وضاقت المساحات التي تواجد ضمنها مسلحو المعارضة السورية، يستغل نظام الأسد الإعلام للترويج بسقوط حلب، ويصرح “بشار الأسد” أن “معركة حلب ستغير كليًا مسار الحرب في البلاد” حسب تعبيره، في الوقت الذي غابت فيه أصوات الفصائل المعارضة عن أي تصريح واضح.

وفي حديث خاص مع صدى الشام، قال أحد قادة الفصائل الذي رفض ذكر اسمه، إن “تقدم قوات النظام في 5 أيام الى 50% من شرقي حلب، لا يعني أن سقوط المدينة سيستغرق ذات المدة، ومن الطبيعي أن تزيد المعارك شراسة لأنه لم يعد أمام قوات النظام والحرس الثوري الإيراني المساند له والقوات البرية الروسية إلا الخيار الواحد، الأمر الذي سيواجهه الثوار بشراسة أكبر، وهذا ما شاهدناه في معركة السيد سعيد وغيرها من الجبهات حين حاول النظام التقدم، الأمر الذي نتج عنه قتل الثوار لعدد كبير من عناصر النظام والحرس الثوري إلى جانب أسر عدد من عناصرهم، ورفع من معنويات الثوار”.

انتقل الوضع المأساوي من الأحياء الشرقية الى الغربية في شرقي حلب، لا سيما مع تضييق الحصار الذي أجبر الفصائل على الانسحاب الى الأحياء الغربية، ما أجبر الفصائل يوم أمس على تقديم مبادرة للروس بوساطة تركية احتوت على عدة بنود، وهي هدنة انسانية مدتها خمسة ايام للتفاوض خلالها على وضع ما تبقى من أحياء حلب، واخلاء الحالات الطبية التي يقدر عددها ب500 حالة، واخلاء الراغبين من المدنيين بالخروج من الاحياء المحاصرة في حلب الى ريف حلب الشمالي، دون بند يخص انسحاب الفصائل من عدمه.
وأكد المصدر، لصدى الشام، أن “المبادرة التي تم الاتفاق عليها يوم أمس بين الفصائل والروس لم تنص على انسحاب الفصائل من حلب، ولكنها كانت تستهدف بالمرتبة الأولى حماية المدنيين، وبعد التأمين على حياة المدنيين وخروجهم من المنطقة، تكون الفصائل قادرة على تحديد قدرتها على الصمود، أو عدم قدرتها وبالتالي الانسحاب، ولا نستطيع استباق هذا الامر لأن المعارك في أوجها والأمور تتغير من ساعة إلى ساعة ومن يوم لآخر”.

بالتزامن مع المبادرة، تم إجراء لقاء بين وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” ونظيره الأميركي “جون كيري”، مساء أمس الأربعاء في هامبورغ، ناقشا خلاله “توفير ممر آمن لمسلحي المعارضة للخروج من حلب المحاصرة”، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي.

وأوضح المصدر العسكري أن “تقدم النظام لم يكن سوى بسبب هجمة القوات الإيرانية مع غطاء الطيران الروسي ما أدى لإضعاف إمكانات ومعنويات الفصائل المعارضة في الداخل، وتسبب تدخل الروس بريًا بتحقيق خرق في خطوط الدفاع من جهة هنانو ما أدى لدخول قوات النظام والحرس الثوري المساند له بين المدنيين في المناطق المحررة، ما ألقى على عاتق الفصائل تأمين المدنيين في الصفوف الدفاعية الخلفية حتى لا يأخذهم العدو كرهائن وهذا ما أربك الثوار وجعلهم يتراجعون من حي تلو الآخر”.

وكانت روسيا قد أكدت على إلزام كافة مسلحي المعارضة بالخروج من أحياء حلب الشرقية، بعد أن وصفتهم بـ”الإرهابيين”، معتبرة أن توحّد صفوف مسلحي المعارضة في حلب كان تحت تحالف “تنظيم النصرة الإرهابي” ـ على حد تعبيرهم ـ .

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]