نقص الكوادر يعيق مستشفيات ريف حمص في إنقاذ المصابين

9 ديسمبر، 2016

طارق الضحيك: المصدر

تزايد القصف من قبل قوات النظام على المدنيين في مدن وبلدات ريف حمص الشمالي في الأيام القليلة الماضية بمختلف الاسلحة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ليتم إسعاف المصابين إلى المستشفيات الميدانية القريبة التي تعاني من نقص الأجهزة والمعدات اللازمة لإسعاف هذه الحالات، ما يجعل معالجة بعض الإصابات الخطرة أمراً صعباً ومستحيلاً في الكثير من الأوقات، الأمر الذي يتسبب بوفاة بعض المصابين.

وتفتقد المستشفيات الميدانية في ريف حمص الشمالي أيضاً إلى أطباء وممرضين من أصحاب الاختصاصات المتنوعة، فمعظمهم هاجروا لخارج البلاد بسبب استهداف قوات النظام الممنهج لهذه الكوادر.

وقال “أبو عبد الله” أحد سكان مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، لـ “المصدر” إنه أصيب بغارة جوية استهدفت المدينة قبل نحو سبعة أشهر، وأدت إصابته إلى فقدانه لبصره، ويحاول البحث عن طبيب أخصائي في طبّ العيون في المنطقة فلا يجد، مشيراً إلى أن أحد أقاربه طبيب مختص، إلا انه يزال يعمل في المستشفيات الحكومية.

ومن جهته، قال “محمد” أحد عناصر الجيش الحر في ريف حمص الشمالي، إنه في أحد الأيام كانت قوات النظام تحاول التقدم على جبهات تير معلة، وبعد اشتباكات عنيفة تعرض لإصابة بليغة في الرأس، وتم نقله إلى المستشفى الميداني في مدينة تلبيسة، إلا أن المستشفى عجز عن تشخيص حالته بسبب عدم وجود جهاز تصوير “طبقي محوري”، الأمر الذي جعل إصابته مجهولة الأضرار.

وفي حديث لـ “المصدر” قال الطبيب “أحمد جمعة” العامل في مستشفى تلبيسة، إنهم يعانون كثيراً من نقص الأجهزة اللازمة لعلاج المصابين، مشيراً إلى أن “معظم الإصابات الخطيرة نقف عاجزين عن علاجها، ويجبر أصحابها على تحمل معاناة الانتظار والتسليم إلى القدر، ولو كانت المستشفيات مجهزة بشكل كامل، لكان بالإمكان إنقاذ الكثير من الحالات التي وقفنا عاجزين أمامها”.

وختم الطبيب “جمعه” حديثه قائلا: “العمل الإنساني مهنة أتقنتها ولن أتخلى عن أهل منطقتي لأنهم بحاجة لي، ولن أفعل كباقي الأطباء الذين هاجروا وتخلوا عن أهلهم في أصعب المحن هاربين من الحرب وبطش النظام”.

ويذكر أن المستشفيات الميدانية هي أكثر النقاط المستهدفة من قبل الطيران الروسي وطيران النظام، لما تقدمه للمدنيين جراء الحرب الدائرة من مساعدات إنسانية.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]