خوفاً من مصير (قطاع غزة)… دعواتٌ لزراعة القمح والاعتماد على الذات في إدلب


image
عبد الرزاق الصبيح: المصدر تظهر جلياً للمتابعين للشأن السوريّ محاولات النظام للزجّ بكافة معارضيه، المعتدلين بنظره وسواهم، في مساحةٍ جغرافيةٍ ضيقةٍ نسبياً محصورةً في إدلب وريفها وريف حلب الغربي، ويتخوف قاطنوها نتيجة هذه السياسة من مصيرٍ مشابهٍ لمصير قطّاع غزة الفلسطيني، الذي باتت فرص الحياة فيه مرهونةً بالقرارات السياسية التي تتحكم بدورها بالمعابر المؤدية إلى القطّاع. وتحسباً لأسوأ السيناريوهات تزداد المطالبات للمزارعين في ريف إدلب بضرورة زراعة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالقمح، من أجل تأمين الطّحين وتأمين مادة الخبز، وخاصة مع أعوام الجفاف منذ العام 2014، وأيضاً مع سعي النظام للتّضييق على محافظة إدلب، بعد خروجها عن سيطرته، ووصول أعداد كبيرة من الثوار مؤخّراً من أغلب مناطق سوريا إلى إدلب، وازدياد المخاوف من إغلاق الحدود مع تركيا. وكان النظام قد قطع كافة الخدمات، عن محافظة إدلب مع سيطرة الثوار عليها بشكل كامل، قبل عام ونصف تقريباً، حيث تم قطع مادة الطحين عن الأفران، وتعتبر المنظّمات الإنسانية هي المصدر الوحيد لتأمين مادة الطحين الذي يصل بشكلٍ أساسيٍّ إلى الداخل السوري عبر معبر باب الهوى الحدوديّ قادماً من تركيا. وجاءت دعوات متعاقبة للعديد من النّاشطين، ورؤساء المجالس المحليّة والمدنيين بضرورة التّوجه إلى المزارعين، وحثّهم على زراعة مساحات واسعة من الأراضي الزراعيّة بمادة القمح. file1.jpeg وفي حديث لـ “المصدر”، قال رئيس الهيئة السّياسية في إدلب، الأستاذ “رضوان الأطرش”: “لقد دعونا منذ بداية الثّورة في سوريا، إلى الاعتماد على الذّات في أكثر من مجال، وألا تكون حياة السّوريين رهناً بيد العدو والصديق”. وأردف: “لقد دعونا منذ بداية موسم البذار في سوريا كافة الفعاليات في محافظة إدلب، إلى ضرورة التّوجيه للمزارعين بزراعة مادة القمح، والتي تعتبر المادة الرئيسية في سوريا، من أجل تأمين مادة الطّحين، كون الخبر مادة رئيسية للسّوريين، مع العلم بوجود مساحات زراعية لا بأس بها في ريف إدلب”. ويزداد الخوف مع التضييق من قبل أغلب المنظمات الدّولية وقلة المساعدات من قبل المنظمات المقدّمة لريف إدلب، والتي تتزامن مع الحملة المكثّفة من الغارات الجوية، واستهداف المنشآت الخدميّة ولاسيما الأفران والمطاحن، ومع وصول آلاف المهجّرين من مناطق مختلفة من سوريا إلى محافظة إدلب، والخوف من إغلاق الحدود مع تركيا مع نهاية الحملة. ويخشى مراقبون للوضع في سوريا، من تحويل محافظة إدلب إلى منطقة معزولة بشكل تام، وإغلاق الحدود من قبل تركيا، وفي نهاية مطاف محاصرة السّوريين، وربما لا تملك تركيا أن تقف في وجه النّظام العالمي، والذي ساعد النظام على مدى أكثر من خمس سنوات، ولا يزال يقف معه، ويحاول تأهليه من جديد، لفرضه على السّوريين، كما يقولون. file12.jpeg file13.jpeg file14.jpeg file15.jpeg file16.jpeg file17.jpeg file18.jpeg




المصدر