الكرملين يبرر أسباب سيطرة "تنظيم الدولة" على تدمر..وضباط ينتقدون القيادة العسكرية بسبب الأخطاء


برر الكرملين فشله في المحافظة على مدينة تدمر بأن تكثيف هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"، بما في ذلك استيلاؤه على المدينة بريف حمص، جاء على خلفية ما وصفه بانعدام التعاون العملي مع الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أمريكا، في محاربة الإرهاب.

وقال "دميتري بيسكوف"، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، أمس، إن التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح لكافة الأطراف بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات. لكن واشنطن ترفض حتى إطلاق التعاون مع روسيا.

وأضاف أن هجوم "تنظيم الدولة" على تدمر يدل مرة أخرى على حجم الخطر الهائل الذي يمثله التنظيم وأكد أن روسيا ستواصل دعم جيش نظام الأسد فيما أسماه "محاربة الإرهاب".

كما أشار "بيسكوف" إلى "عملية دفع مجموعات كبيرة من الإرهابيين" على الخروج من العراق باتجاه سوريا، ما يتيح لهم إنشاء تشكيلات ومجموعات كبيرة نسبياً في أراضي هذا البلد والبدء بشن هجمات.

وعبر الناطق باسم الرئيس عن أمله في وضع حد لهجمات "تنظيم الدولة" في سوريا في أقرب وقت.

وفي الوقت نفسه، ذكر "بيسكوف" أنه من غير الصحيح الحديث عن "فقدان روسيا لتدمر"، داعياً المجتمع الدولي إلى بذل الجهود من أجل استعادة هذه المدينة التاريخية من أيدي الإرهابيين.

وفي سياق متصل قال الخبير العسكري الروسي "ألكسندر بيرينجييف"، إن أحد أسباب سقوط تدمر مجدداً يعود إلى عجز جيش النظام والقوت الجوية الروسية حتى الآن عن مواجهة تكتيك يستخدمه "تنظيم الدولة" لنقل أعداد كبيرة من عناصره إلى مكان ما، وهم متنكرون كجنود من جيش النظام، أو سكان محليين، أو بدو.

بدوره قال "إيغور كوروتشينكو"، المحرر العام لمجلة "الدفاع الوطني": "لا يجوز أن نتجاهل أن جزءاً من الكميات الكبيرة من المعدات العسكرية والذخيرة، التي تركها الجيش السوري وراءه، وقعت في أيدي الإرهابيين. لكن نجاحهم التكتيكي الحالي يحمل طابعاً مؤقتاً".

ومن بين الأسباب وراء نجاح "تنظيم الدولة" في تدمر، أشار "كوروتشينكو" إلى عدم امتلاك هيئة الأركان في نظام الأسد للمعلومات الاستطلاعية الضرورية حول خطط العدو والإحداثيات الدقيقة لمواقعه.

واستطرد قائلاً: "في ظروف انعدام الدعم من جانب حزب الله في تدمر، لا يقدر الجيش الحكومي السوري، على العمل بنفس القدر من الفعالية التي رأيناها في حلب".

وتابع الخبير أن نحو 5 آلاف إرهابي تسللوا سراً من العراق إلى تدمر، كما أنه ربط سقوط المدينة مع تقاعس قوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من قبل واشنطن، والتي تعمل في ريف الرقة، إذ سمح ذلك كله لـ"تنظيم الدولة" بالقيام بمناورة فعالة.

كما انتقد الجنرال "يوري بالويفسكي" الرئيس السابق للأركان العامة الروسية القيادة العسكرية الروسية بعد ورود أنباء حول سقوط تدمر السورية في قبضة مسلحي "تنظيم الدولة" من جديد.

وقال "بالويفسكي" في حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية: إن وضع تدمر يدل على وجود أخطاء في تخطيط العمليات العسكرية في سوريا، معرباً في ذات الوقت عن قناعته بأن القوات السورية ستعيد سيطرتها على تدمر.

واعتبر بالويفسكي نجاح "تنظيم الدولة" في تدمر ضربة لسمعة الجانب الروسي، مشيرا إلى أنه كان يجب على العسكريين الاستعداد لمثل هذا التطور على الأرض ومواجهته.

وانتقد الرئيس السابق للأركان العامة الروسية الهدن الإنسانية في سوريا، لأنها سمحت للمسلحين بحسب قوله، باستعادة قدراتهم، قائلاً: "أفهم أنه يجب ضمان أمن السكان وإخراجهم من مناطق القتال. لكن هذه الهدن تستمر أسابيع، ويتمكن المسلحون من استعادة قدراتهم خلال هذه الأسابيع (..) وبحسب تعليقات، يسمح للمسلحين الذين تلطخت أيديهم بالدماء، بالخروج وهم يحملون أسلحتهم (..) وأنا لا أفهم ذلك".

وجاء سقوط تدمر مجدداً في أيدي "تنظيم الدولة"، بعد مرور 8 أشهر على استعادتها خلال عمليات واسعة النطاق شنها جيش النظام في ريف حمص بدعم مكثف من القوات الجوية الفضائية الروسية.




المصدر