أهالي الجزيرة السورية يخشون سيناريو 2013
14 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
جيرون
تزداد معاناة مواطني الجزيرة السورية خلال فصل الشتاء، في ظل أزمة مركّبة، تتمثل في ندرة المازوت ونوعيته وارتفاع أسعار المدافئ، ما يفرض أعباء معيشية إضافية، ليس بمقدور جميع الأهالي تحملّها.
يتخوف الناس، في ظل شح المعروض من المازوت، وأسعاره الجنونية من أن تتكرر أزمة عام 2013، عندما بدأ الأهالي بقطع الأشجار وحرقها للتدفئة.
بدأت معاناة مواطني الجزيرة مع المادة منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، حينما وزّعت ما يسمى “الإدارة الذاتية” كميات محدودة من المادة، دفعت، مع دخول فصل الشتاء، إلى ارتفاع أسعارها مع زيادة الطلب عليها.
ترافقت أزمة المازوت، مع ارتفاع أسعار المدافئ في مدن الجزيرة السورية بأكملها، فقد وصل سعر المدفأة الواحدة إلى ما يقارب 20 ألف ليرة سورية، وقد تتجاوز هذا المبلغ بكثير، إذا كانت من الماركات السورية المشهورة.
وقالت رهام، 40 سنة، من سكان مدينة القامشلي: إن “ارتفاع أسعار المدافئ شكوى مزمنة، ومن جميع الناس، أسعارها المرتفعة فوق طاقة دخولنا، أسعارها باهظة، تصل أو توازي مرتبي الشهري الذي أتقاضاه من عملي في مؤسسة رسمية”.
تشكو مدن الجزيرة السورية من مشكلة أخرى تتعلق بنوعية المازوت الذي يجري تكريره تكريرًا بدائيًا؛ ما يسبب –بحسب أطباء- أمراضًا للجهاز التنفسي، وخصوصًا لدى الأطفال الرضّع وصغار السن، وتُلحق هذه النوعية من المحروقات أضرارًا بالغة بالمولدات الكهربائية.
يعود سبب وجود المازوت الرديء إلى تكريره يدويًا، وهي الطريقة الوحيدة الممكنة والمتاحة أمام تجار المازوت، بعد أن توقفت الإمدادات اللازمة من النظام إلى مناطق الجزيرة السورية، ورافقها، وجود أشخاص وجهات تحتكر المادة، خامًا وتكريرًا وبيعًا.
وقال حسو، أحد بائعي المازوت في القامشلي: إن الناس “تضطر لشراء هذا المازوت، في حال وُجد، لرخص ثمنه، قياسًا على ما يسميه الأهالي، المازوت السوري الممتاز، والذي يُستخدم للسيارات وحدها؛ لغلاء ثمنه”.
يُذكر أن مدن الجزيرة السوريَّة سجّلت عددًا من الوفيات، خلال الأعوام الخمسة الماضية، أغلبها حالات اختناق؛ بسبب الروائح المنبعثة من احتراق المازوت في عمليات التدفئة.
[sociallocker] [/sociallocker]