ونسألُ مَن قَتَلَ حلب…
14 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
دلير يوسف
سقطت حلب.. انتصروا في حلب… مروا على جثث من قتلوا ورفعوا أعلام وصور قائدهم في شوارع مهدمة البيوت. كانوا قد فعلوا ذلك قبلًا في داريا وحمص والقصير؛ رقصوا وهلّلوا. كان لا بدّ لهم من فعل ذلك ليكتمل المشهد؛ المشهد الذي تمّ تصويره وإخراجه بأيادٍ ملطخة بالدم.
هؤلاء الذين نرى وجوههم اليوم على الشاشات بابتسامات عريضة يرقصون ويصرخون فرحًا.. هؤلاء هم القتلة. من ضغط على الزناد كان قاتلًا ومن أعطى الأوامر كان قاتلًا لكن من رقص وفرح بموتٍ كان قاتلًا أكثر.
من رفض قول الحق ومن أخرس صوت الحرية ومن وقف في وجه طالبي الكرامة هو شريك في موت حلب.. شريك في موتنا. من دفع المال لشراء ذمم رخيصي الذمم هو شريك في قتل حلب. من باع الناس وهمًا وانتصارات كاذبة هو شريك في خنق حلب.
ونسأل من قتل حلب..
بشار الأسد وجنونه وحاشيته ورجاله قتلوا حلب.
الجيش العربي السوري الحقير هو من قتل حلب.
حزب الله وداعميه وسياسيه وجنوده وجمهوره قتلوا حلب.
الميلشيات الشيعيّة العراقيّة والأفغانيّة قتلت حلب.
الجيش الإيراني والسياسيين الإيرانيين قتلوا حلب.
الجيش الروسي ومن خلفه الرئيس الروسي النذل قتلوا حلب.
الدولة التركية وزعيمها الأخرق أردوغان قتلوا حلب.
حكومات الخليج وأموالها الداعمة لميلشيات الخراب قتلت حلب.
الحكومات الأوربيّة ببيروقراطيتها الغبية قتلت حلب.
السياسة الخارجيّة الأمريكيّة الخرقاء قتلت حلب.
الحكومات العربيّة الوسخة قتلت حلب.
الإخوان المسلمون ودناءتهم قتلوا حلب.
السوريون الراقصون، في حلب الغربيّة، على الجثث قتلوا حلب.
الميلشيات السوريّة مختلفة الإنتماء المرتهنة إلى سياسات وسخة قتلت حلب.
ونسأل من قتل حلب… ومن نحن؟
نحن من طالبنا بالحرية والكرامة يومًا فوُجهنا بالرصاص والموت والاعتقال والتعذيب.
نحن من نام في الخيام وفي شوارع مدن غريبة.
نحن من نبكي كلّ يوم لعجزنا عن فعل أي شيء… أي شيء…
نحن، ومن يشبهنا من أبناء هذا الكوكب، من لا حول لنا ولا قوة.
نحن من لا يُسمع صوتنا.
نحن من سننام كلّ يوم، من الآن وإلى الأبد، متألمين.
نحن أبناء مدن الخراب الذين التهمهم العالم الحقير. نحن من تمنوا أنّهم لم يولدوا يومًا ليعيشوا هذا الألم الذي لا يحتمل.