كيف لعبت الميليشيات الشيعية دوراً بارزاً في سيطرة النظام على حلب؟

15 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
5 minutes

يتعاظم اعتماد نظام بشار الأسد على الميليشيات الأجنبية في معاركه ضد قوات المعارضة المستمرة منذ نحو 5 سنوات، وعزز ذلك النقص البشري الكبير الذي تعاني منه قوات النظام، سواءً بسبب تزايد أعداد القتلى أو جراء فرار آلاف الجنود رفضاً للقتال في صفوف الأسد.

وبخصوص معرك النظام الأخيرة وسيطرته على معظم مدينة حلب،  قال مسؤول كبير في ميليشيا “حزب الله” اللبناني التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد في سوريا،  لوكالة “رويترز” إنه “عندما شن مقاتلو المعارضة محاولة أخيرة لكسر حصار حلب في أكتوبر/ تشرين الأول تم صدهم، ليس على يد الجيش السوري وإنما على يد جماعة حزب الله التي تقاتل إلى جانبه”.

وذكر قائد عسكري لجماعة أخرى تقاتل إلى جانب الأسد أنه “مع اقتراب المعركة النهائية للسيطرة على ثاني أكبر مدن سوريا قتل العشرات من جماعة عراقية مسلحة خلال يومين فقط من المعارك هذا الصيف”.

وحتى في الساعات الأخيرة من المعارك الأخيرة على أحياء حلب الشرقية كانت الجماعة العراقية المسلحة المتحالفة مع النظام في المقدمة، وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن لديه تقارير عن أن نظام الأسد وجماعة عراقية متحالفة معه قتلوا ما لا يقل عن 82 مدنياً في الأحياء التي سيطروا عليها.

تظهر تلك الأحداث كيف اعتمد الأسد وبكثافة على الجماعات الشيعية الأجنبية المسلحة التي ترعاها إيران في معركة حاسمة لتحقيق أهم تقدم له حتى الآن في معاركه مع فصائل المعارضة منذ نحو ست سنوات.

وبدون أدنى شك كانت الضربات الجوية الروسية العامل الأهم على الإطلاق في “انتصار” الأسد، فقد مكنت قواته من تشديد الحصار على شرق حلب بحيث صار مدمراً واستعادة السيطرة الكاملة على ما كانت أكبر مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية قبل الحرب.

الميليشيات العراقية

لكن على الأرض لعبت الميليشيات الشيعية التي جاءت من بلدان مختلفة حتى أفغانستان دوراً مهما لصالح الأسد، من بين تلك الجماعات التي حاربت داخل وحول حلب إلى جانب قوات النظام كانت ميليشيا “أنصار الله الأوفياء” العراقية.

وقال قائد الميليشيا وهو عراقي أيضاً إن المعارضة المسلحة ألحقت خسائر كبيرة بمقاتليه بضربهم بسيل من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات مع تراجعهم في منطقة خارج حلب.

“حزب الله”

لكن ميليشيا “حزب الله” اللبنانية لعبت دورا أهم، حيث قال مسؤول في الميليشيات الأجنبية الموالية للأسد(لم تسمها رويترز)، إن “جماعة حزب الله كانت سببا في عدم كسر الحصار، حيث بمساعدتها في إحباط سلسلة من الهجمات الانتحارية التي قادتها المعارضة ضد نقاط النظام”.

وقال المسؤول “لو هذه (الهجمات الانتحارية) نجحت من هناك كنا نحن صرنا بالحصار.. كان نحن الذين تحاصرنا.”

العربات المفخخة

وعن دور العربات المفخخة في العملية الأخيرة لفصائل المعارضة لفك الحصار عن حلب، قال أحد القادة العسكريين في ميليشيا “حزب الله” لـ”رويترز” أنه” بعد إعلان المعارضة لمعركة فك الحصار وتقدم العربات المفخخة، فر جنود الأسد عندما اندفعت أولى الشاحنات التي كانت معززة بدروع صوب مواقعهم، لكن مقاتلي حزب الله صمدوا في مواقعهم وفتحوا النار ليفجروا الشاحنات قبل أن تصل إلى أهدافها”.

وقتلت شدة الانفجار أحد مقاتلي الحزب الذي دمر إحدى الشاحنات الملغومة بعدما أصابها من مسافة 200 متر.

وأضاف القائد أن “الحزب اتخذ قراراً بإيقاف سلاح المفخخات مهما سقط له من قتلى.”

وبرز دور الميليشيات الشيعية بشكل كبير خلال العامين الماضيين، إذ قاتلت في بعض المناطق إلى جانب جيش النظام، فيما تفردت لوحدها في القتال بمناطق أخرى وكانت بمثابة الأمر الناهي، وبات تواجدها يؤثر بشكل أو بأخر على نتائج المعارك الدائرة على الأرض.

ويمتد عمل هذه المليشيات الشيعية التي تقول المعارضة إنها تقاتل على أساس طائفي في عدد كبير من المناطق السورية أبرزها العاصمة دمشق، وحلب.

 

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]