عبد الرزاق الصبيح: المصدر

اشتكت حلب فتداعت لها أختها القريبة إدلب، وتحرّكت التظاهرات وارتفعت المطالبات، بعد أن انخفضت أصوات الاشتباكات في بقيّة المحافظات، حيث انطلقت أمس الثلاثاء (14 كانون الأول/ ديسمبر) تظاهرات جديدة تحمل طابع التصعيد، وتدعو لثورة جديدة في ريف إدلب، ولا تستثني أحداً.

وارتفعت أصوات المتظاهرين في أكثر من منطقة في ريف إدلب، وأجمع المتظاهرون من شمال البلاد إلى جنوبها، على ضرورة انطلاق ثورة جديدة لتصحيح ما أخطأت به الثورة الحالية، ودعا المتظاهرون جميع السّوريين للمشاركة في الثورة الجديدة، وأن يكون المرجع فيها هو الشعب صاحب المصلحة الحقيقية، مؤكدين أنه لا قيمة للثورة إذا لم تحمي أبناءها، بعيداً عن التسميات والرايات والتبعيّات.

ورفع المتظاهرين لافتات تدعوا في معظمها إلى الاعتماد على النفس، وتطالب الثوار بضرورة التحرك لإنقاذ المحاصرين في حلب، وتستنكر سكوت الفصائل الثورية، بعد أن تواردت أنباء فظيعة من ناشطين إعلاميين في حلب تفيد بارتكاب مجازر من قبل قوات النظام والميلشيات المساندة له، حيث تنتشر الجثث في الشوارع ولا تجد من يدفنها، إضافة إلى عمليات إعدام ميدانية بحق العديد ممّن يسلمون أنفسهم.

وفي حديث لـ “المصدر” قال الناشط “ابراهيم الزّيدان”، والمشارك في إحدى مظاهرات إدلب: “لقد اضطررنا للعودة ثانية إلى التظاهرات كي نعيد الثّورة إلى مسارها الصحيح بعيداً عن الفصائلية، والتي كانت على الأغلب لمصالح شخصيّة دون الالتفات لمصلحية الشعب.

وأضاف “الزّيدان”: “نريد إسقاط كافة المسمّيات وتشكيل قيادة جديدة تكون هموم الشعب في سلّم أولوياتها، وإن لم تستجب الفصائل سنقف في وجهها كما سبق ووقفنا بوجه نظام الأسد”.

ودفعت الأوضاع المأساوية في حلب المتظاهرين في ريف إدلب لقطع العديد من الطرق الرئيسية، حيث تم قطع طريق باب الهوى الدولي شمال سوريا، كما تم قطع الطريق الدولي في مدخل مدينة سراقب، وقطع متظاهرون آخرون الطريق الدولي شمال معرة النعمان، وظهرت دعوات عديدة لاقتحام مخازن الأسلحة للثوّار، وتطوّرت إلى اشتباكات في محيط عدد من مستودعات السلاح، تم احتواؤها.

بعزيمة جديدة وإصرار وعدم خوف، لا يجد السّوريون حرجاً في الموت الذي ينتظرهم، “فالموت واحد إن كان من بنادق الثوّار أو من بنادق جيش بشّار”، كما يقولون.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]