‘“ألطماش” يُعلن الوصية .. الآن تبدأ الحرب’
20 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
[ad_1]
عماد أبو سعيد – ميكروسيريا
كان” مولود ميرت ألطناش” الذي أردى السفير الروسي لدى أنقرة، يعرف بأنه سيقتل، بل قال هازئاً من الموت وقاتليه من زملاء الأمس في سلك الشرطة التركية، أنه لن يغادر القاعة إلا قتيلاً. لكن ما لم يتوقعه الشاب التركي على الأغلب أنه سيدخل فور مقتله بورصة التحليلات الفيسبوكية، بدءً من مقاربة الحادثة باغتيال السفير الإسرائيلي التي أفضت إلى اجتياح إسرائيل للبنان 1982، و”كأن روسيا لم تجتاح سوريا بعد”، وانتهاءً بتوصيفه في خانة الدواعش المتخفين، وما بينهما من الانتماء إلى جماعة غولن السرية، أو الغوص في بحور المؤامرات الأمريكية – الأردوغانية – الإيرانية .. التي لها أول ومالها آخر.
طبعاً من المستحيل إقناع عباقرة “الفيسبوك” وجماعة “لايكلي وأنا لايكلك” بأن الأمر أبسط وأوضح من كل الهراء الفيسبوكي، وهو إحدى الكوارث التي لحقت بالثورة السورية بكل الأحوال. لكنه بذات الوقت أكثر تعقيداً وخطورة من كل التحليلات السياسية، ونظريات المؤامرة، وألغاز الشياطين 13، والزعيم الخفي رقم صفر، وكل ما ربانا عليه وثقفنا به إعلام المقاومة والممانعة، على مدار أكثر من نصف قرن.
ما فعله “ألطناش” هو تعبير عن اليأس، وعن الإحساس بالمهانة الشخصية والدينية والقومية، وهو ذات الإحساس الذي أسس لفكر القاعدة كرد فعل على نكبة فلسطين، ثم الغزو الروسي لأفغانستان، وهو ذاته الذي أنجب ظاهرة الزرقاوي إثر الاجتياح الأمريكي، ومنها ولدت “داعش” بعد تسليم العراق لقمة سائغة لإيران الولي الفقيه، والقادم بعد حلب أخطر وأخطر.
إنها حلب، وما قبلها بكل فظائعه لم يكن إلا مناوشات تسبق الحرب .. هذا الهجوم الشيعي – العلوي – الروسي “الأرثوذكسي” على حلب، وكل ما رافقه من صور التهجير الطائفي المذهبي، وما تخلله من إذلال متعمد، وما صاحبه من رقص على الجثث، وما اعتراه من شماتة قومجية – يسارية، وما غزاه من صمت وخنوع للإسلام السني الرسمي .. كل هذا سينتج الملايين من “ألطناش”.
اليوم، يجتمع عضوات التغريبة السورية في موسكو .. من الأفضل للقيصر والسلطان والولي الفقيه أن لا يكون الاجتماع ثلاثياً بل رباعياً ، يحضره “ألطماش” وعباراته عن “الجهاد و لا تنسوا حلب .. لا تنسوا سوريا ..
لا شك أن الشاب كان محقاً ” كل شخص له يد في هذا الظلم سيدفع الثمن” .. إنها الوصية “الآن تبدأ الحرب”
[ad_1] [ad_2]