on
جنوب دمشق بين حصار النظام وقتال (داعش)
إياس العمر: المصدر
نجح النظام وحلفاؤه مؤخراً بالسيطرة على أغلب مواقع تشكيلات الثوار في محيط العاصمة دمشق، في ظل سياسة تهجير ممنهجة اتبعها، تتضمن تفريغ المناطق من سكانها الأصلين، وفي المقابل لا يزال هناك عدد من الأحياء والبلدات في محيط العاصمة تخضع لسيطرة كتائب الثوار، ومن أبرزها جنوب دمشق (يلدة – ببيلة – بيت سحم – التضامن).
وفي حديث لـ “المصدر”، قال القيادي في ألوية سيف الشام “أبو أحمد”: “إن قوات النظام ومنذ أكثر من عام ونصف اتبعت سياسة جديدة بالضغط على تشكيلات الثوار في المنطقة، من خلال دعم تنظيم داعش في مخيم اليرموك، كي يحكم سيطرته على جنوب العاصمة، ويشغل تشكيلات الثوار عن قتال النظام وحلفائه، ولا يعتبر دعم النظام للتنظيم في المنطقة سرا، فالتنظيم يملك لجنة مؤلفة من عشرة أشخاص مهمتها التواصل والتنسيق مع قوات النظام”.
وأردف: “بدا التنسيق واضحاً عندما خرج القيادي في التنظيم (أبو صياح فرامة) للعلاج في مشفى المهايني وسط العاصمة وتحت حماية قوات النظام”.
وأضاف “أبو أحمد” بأنه عقب فشل تنظيم “داعش” في التقدم إلى مناطق سيطرة الثوار، بدأ النظام بالتخطيط لإدخال مقاتلي الميلشيات الفلسطينية إلى المخيم عوضاً عن التنظيم، وتأمين طريق خروج لعناصر التنظيم باتجاه منطقة بير قصب.
ورغم النقص الحاد في الذخيرة والمؤن لدى الثوار في المنطقة، فلديهم نقاط رباط على الجبهات مع قوات النظام باتجاه حي سيدي مقداد، ومع تنظيم “داعش” في مخيم اليرموك، وتتزامن محاولات تقدم تنظيم “داعش” باتجاه مناطق الثوار، في أغلب الأحيان، مع قصف لقوات النظام، ولا سيما لمنطقة التضامن، بحسب القيادي في ألوية سيف الشام.
وأكد “أبو أحمد” أن الثوار يرفضون الخروج من مناطقهم في محيط العاصمة، فقد صمدوا خلال الأعوام الماضية في ظل أقسى أنواع الحصار والمواجهات اليومية، ولن تسلم النظام وميلشياته جنوب العاصمة مهما كانت الظروف والتحديات، على حد قوله.
ويذكر أن جنوب العاصمة دمشق يضم قرابة 70 ألف نسمة، وقد شهد توقيع عدد من المصالحات المحلية في السابق، والتي كانت تضمن بقاء الثوار في أحيائهم، ولكن سياسة النظام في الآونة الأخيرة تغيرت، وباتت قوات النظام ترفض بقاء أي مقاتل من الثوار في محيط العاصمة.
المصدر