مخيمات ريف إدلب في مهب “الثلج”


جيرون

ضربت عاصفة ثلجية مخيمات قرى ريف إدلب الغربي، فدمرت خمس خيام، وقطعت الطرقات الرئيسة المؤدية إليها، وفاقم تساقط الثلوج الأعباء على المخيمات التي تضم عددًا كبيرًا من نازحي ريفي اللاذقية وحماة، يعانون أوضاعًا إنسانية صعبة.

لا يملك سكان المخيمات ما يكفي من حطب التدفئة، ولم يتمكنوا من إحضار حتى الخبز، وقال أبو خالد، أحد ساكني مخيم “البنيان المرصوص”، لـ (جيرون): “إنه يسخّن -منذ الصباح الباكر- الماء ويرشه على سطح خيمته؛ لمنع الثلج من التراكم فوقها، فالخيم قديمة ولا تقوى على مواجهة هذه العاصفة” مشيرًا إلى طلبات مساعدة وجهها سُكّان المخيم إلى منظمات إغاثية، “لكن دون جدوى”.

في حين أكدت ميساء أم أحمد، إحدى قاطنات مخيم “الخيرات”، لـ (جيرون) أن “كثافة الثلوج المتراكمة على سقف خيمتها، كاد أن يطيح بالخيمة التي لا تتجاوز مساحتها ستة أمتار مربعة”.

وأضافت أم أحمد: “إن همي في هذه الأيام، هو تأمين مستلزمات فصل الشتاء من مادة الحطب أو المازوت من أهل الخير لأحمي أولادي من هذه العاصفة”، مؤكدة أنها لم تحصل على أي من تلك المواد، مشيرة إلى أن سعر الليتر الواحد من مادة المازوت وصل إلى 350 ليرة سورية، والطن الواحد من الخشب بلغ ثمنه 80 ألف ليرة سورية، فماذا “نفعل في ظل هذا الغلاء المتوحش، وفي ظل عدم قدرتنا على شراء مواد التدفئة”.

بدوره أكد تمام الأحمد، مدير مخيم الخيرات في ريف إدلب الغربي، لـ (جيرون) أن “تساقط الثلوج على مخيم الخيرات تسبب بإصابة خمسة عشر طفلًا بأمراض، بسبب البرد القارس الناتج عن العاصفة الثلجية، وانعدام وجود مواد التدفئة، ولتأمين القليل من حطب التدفئة لنازحي المخيم، اقتلعنا مع بعض شبان المخيم أشجارًا لتدفئة الأطفال، وجرى الاتصال بإحدى المنظمات العاملة في شؤون خدمة النازحين، واطلاعهم على وضع المخيم وحالة الأطفال فيه في ظل هذه العاصفة، لكن للأسف دون جدوى”.

يشار إلى أنها ليست المعاناة الأولى التي تتسبب بها العواصف الثلجية للنازحين داخل المخيمات، حيث تسببت في الأعوام الماضية بوفاة عدة نازحين، وخاصة في صفوف الأطفال وكبار السن، دون أن تتخذ المنظمات الحكومية، وهيئات الأمم المتحدة المختصة أي تدبير من شأنه تخفيف معاناة النازحين السوريين التي تتكرر كل عام في فصل الشتاء.




المصدر