إعلاميو الثورة المزيفين .. جواسيس النظام في حلب
24 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
ميكروسيريا – متابعة كشفت صحيفة “المدن” في تقرير مطول لها أمس، عن مدى الاختراق الأمني الواسع الذي تعانيه المعارضة المسلحة، والذي كان له الدور البارز في السقوط السريع والمفاجئ للجزء الأكبر من مدينة حلب الخاضع لسيطرة المعارضة. ولم يستثنِ تقرير الصحيفة أياً من قطاعات المعارضة العسكرية والخدمية والإغاثية والطبية والقضائية، وخصوصاً الإعلامية حيث كشفت تطورات الأحداث، أن عدداً من الناشطين والإعلاميين التابعين لوسائل إعلامية من بينها قناة “حلب اليوم”، وفصائل مسلحة مثل “لواء أحرار سوريا”، قد عادوا فعلاً إلى “حضن الوطن”. أي الجهات نفسها التي كانوا يعملون لديها، وقالت إنهم “التحقوا بالنظام بعدما أنهوا مهماتهم الموكلة إليهم”.
وتابعت “المدن” أن الناشطين الإعلاميين، نعيم خواجكي، وبشار نحال، غادرا مناطق سيطرة المعارضة، الأسبوع الماضي، متوجهَين إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام بشكل سري. الناشطان كانا يعملان كمصورَين لدى “لواء أحرار سوريا” الذي كان مقاتلوه ينتشرون بشكل رئيسي في أحياء حلب القديمة، ومحيط القلعة، وفي حي باب الحديد. وبحسب الصحيفة غادر أيضاً الإعلامي، ومراسل قناة “حلب اليوم”، أحمد مصطفى، الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، باتجاه مناطق سيطرة النظام في المدينة، برغم إصابته. ويُعرف عن المراسل مصطفى نشاطه الواسع، وقربه من الفصائل والكتائب الإسلامية التي كانت تقاتل إلى جانب المعارضة المسلحة في حلب، وظهر في لقاءات عديدة مع مقاتلين وقادة ومنظّرين في معارك المعارضة في ملحمتي حلب الأولى والثانية التي كانت تهدف إلى كسر الحصار. وبدوره، عضو المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بحلب الحرة، عامر أبو شام، غادر باتجاه مناطق سيطرة النظام، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وهو ناشط ومصور ميداني كان يرافق فرق الدفاع المدني في كل جولاتهم الإنسانية داخل الأحياء المحاصرة ويوثق بعدسته المواقع التي يستهدفها طيرن النظام وروسيا ومدفعية وصواريخ المليشيات التي كانت تسقط على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة بمعدلات خيالية، بحسب الصحيفة . وقالت المعارضة إن هناك عدداً آخر من الناشطين اتجهوا نحو مناطق سيطرة النظام في حلب، مع بدء الانهيار الذي كانت شرارته الأولى من حي مساكن هنانو في الشمال الشرقي من المنطقة المحاصرة في حلب. وتتهم المعارضة كل من نحال ونعيم، وأحمد مصطفى وعامر أبوشام بالعمالة للنظام، وإلا لما تجرأوا على المغادرة ودخول مناطق النظام. الإعلاميون الفارون إلى “حضن النظام” في حلب، كانوا يتمتعون بعلاقات وثيقة بمقاتلي المعارضة المسلحة، وبعضهم لديه أشقاء كانوا يقاتلون في صفوفها، هم أيضاً غادروا باتجاه مناطق النظام. حرية الحركة التي تمتع بها النشطاء والإعلاميون بشكل عام في مناطق سيطرة المعارضة في حلب، وامكانية دخولهم مختلف مقرات الفصائل، ومخازنها، والخطوط الأولى في جبهات القتال، مكّنتهم من الاطلاع على كل التفاصيل الأمنية والعسكرية والمدنية في الأحياء التي تسيطر المعارضة. الإعلاميون العملاء لم يكونوا وحدهم من نقل الصورة للنظام والمليشيات عن الوضع الذي تعيشه المعارضة في حلب فحسب، بل عملت الخلايا المنتشرة بين المدنيين، وهم من الموالين للنظام، والذين كانوا ينشطون داخل الأحياء الشرقية المحاصرة كمواطنين صحافيين، من خلال بث مقاطع فيديو لأحياء ومواقع تابعة للمعارضة، ورفع لأعلام النظام في مواقع وعلى أبواب جوامع ومقار معروفة، وساهم ذلك بشكل كبير في إثارة الفوضى في المناطق التي تنتشر فيها المعارضة وانعدام ثقتها في البيئة الاجتماعية المحيطة. الفيديوهات التي صورها المواطنون الصحافيون الموالون للنظام في مناطق سيطرة المعارضة، شملت أحياء عديدة في حلب القديمة وغيرها في الجزء الشمالي الشرقي، قبل الاجتياح بفترة وجيزة، وأثناء المعركة التي شنتها مليشيات النظام على الأحياء الشرقية في حلب، وتم تناقلها بكثافة من قبل الموالين في حلب في مواقع التواصل الاجتماعي. عززت الصور والفيديوهات التي تم نقلها من مناطق سيطرة المعارضة، من الشعور باليأس والخوف لدى الشارع المعارض، وتحديداً لدى المدنيين المؤيدين للثورة. فقد أدرك هؤلاء أن المعركة كبيرة وسيطرة المليشيات حتمية.