عصابات الخطف في درعا تحت عباءة النظام وصمت الثوار


مضر الزعبي: المصدر

ازداد بشكلٍ ملحوظٍ خلال الأشهر الماضية، نشاط عصابات الخطف والتهريب بين محافظتي درعا والسويداء، وكان واضحاً حجم التنسيق بين المجموعات في المحافظتين، ما حمّل الأهالي في المحافظتين أعباء إضافية.

ولا يخفى على أي سوري بأن (الزعران) كانوا أحد أهم ركائز نظام حافظ الأسد ووريثه، وقد أطلق عليهم مصطلح (الشبيحة)، لذلك من الطبيعي أن تكون أنشطة هذه المجموعات برعاية الأجهزة الأمنية للنظام، لكن من غير المفهوم سماح تشكيلات الثوار لهذه المجموعات بالتمدد في المناطق المحررة.

عمليات الخطف المتبادل

وقال الناشط سامي الأحمد لـ “المصدر” إن زعماء عصابات الخطف في محافظة السويداء جميعهم من التابعين للأفرع الأمنية، وفي معظم الأحيان هم مسؤولون عن عمليات الخطف داخل مدن وبلدات محافظة السويداء، وبعدها يتم نقل المخطوفين إلى ريف درعا الشرقي كي تبدأ عمليات الخطف المضاد في السويداء، وخلال عملية التفاوض تُطلب مبالغ مالية من ذوي المخطوف من السويداء وكذلك الحال بالنسبة للمخطوفين من درعا، فالمبالغ تصل إلى عشرات الملايين.

وأشار إلى أن الشهر الجاري شهد ثلاث عمليات اختطاف انتهت جميعها بدفع فدية، وجميع المخطوفين هم من المدنيين في أبناء المحافظتين.

عمليات خطف لإثارة الشارع

وخلال العام الجاري كانت معظم عمليات الخطف هدفها الرئيس هو المال، ولكن كان هناك عمليات تهدف لإثارة الشارع، وكان أبرز هذه العمليات هي عملية اختطاف الشاب (شادي رضوان) الذي اختطف منتصف شهر أيلول/ديسمبر الماضي.

وقال الناشط خالد القضماني لـ “المصدر” إن عملية اختطاف الشاب (شادي رضوان) تعتبر من أغرب عمليات الخطف في الجنوب السوري خلال العام الجاري، فالخاطفون تعمدوا بث صور ومقاطع فيديو للشاب وهو يتعرض للتعذيب، ومن ضمن الصور التي بثها الخاطفون صور للشاب وهو مربوط بصاروخ (غراد).

وأضاف بأن عملية إطلاق سراح الشاب المخطوف كانت مغايرة لباقي العمليات، ففي السابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري ظهر الشاب بجانب رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء العميد (وفيق الناصر)، وهي المرة الأولى التي تنتهي عملية خطف بهذا الشكل.

سوق السيارات (المحروقة)

ونتيجة نشاط عصابات الخطف في المحافظتين، أصبح هناك سوق للسيارات المسروقة أو ما بات يصطلح على تسميتها بـ (المحروقة) من قبل هذه العصابات، فالسيارات التي يتم سرقتها من محافظة السويداء تباع بدرعا والعكس صحيح.

وفي حديث لـ “المصدر”، قال الناشط عبد الرحمن الزعبي إنه وبشكل يومي يتم سرقة سيارات من محافظتي درعا والسويداء، وقبل أيام تم اختطاف أحد النازحين من ريف درعا الشرقي وهو (علي النعمة) في بلدة عريقة بريف السويداء الغربي، وطلب الخاطفون من ذوي المخطوف مبلغ 25 مليون ليرة سورية كفدية، بينما عثر ذوو المخطوف على سيارته في منطقة اللجاة شرق درعا لدى أحد تجار السيارات المحروقة، وطلب مبلغ 3 ملايين ليرة سورية مقابل السيارة التي ادعى أنه اشتراها من أحد التجار في محافظة السويداء.

ويوم الثلاثاء الماضي 20 كانون الأول/ديسمبر، تم إطلاق سراح المخطوف، وتبين أن العصابة الخاطفة تتبع لفرع الأمن العسكري، بحسب الزعبي.

وأشار الزعبي إلى أن الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، فمنذ مطلع العام الجاري وثق ناشطون أكثر من 75 حالة اشترى فيها أصحاب السيارات سياراتهم في المحافظتين.

وأضاف بأن سوق السيارات المحروقة هو من الأنشط كون السيارات تباع بنصف قيمتها الحقيقية، ومعظم السيارات التي يتم سرقتها من محافظة درعا تذهب لعناصر وضباط الأفرع الأمنية في السويداء.

فصائل درعا لا تكترث

هناك إجماع من قبل الناشطين والفاعليات الثورية في الجنوب بأن النظام هو المستفيد من عمليات الخطف من خلال بث النعرات الطائفية بين الأهالي، بالإضافة لضمان ولاء قادة وعناصر مجموعات الخطف الذين يتم تجنيدهم بأعمال أخرى ومنها عمليات الاغتيال.

وقال الناشط سامي الرفاعي لـ “المصدر” إنه في الوقت التي تلاحق به تشكيلات الثوار خلايا تنظيم “داعش” في محافظة درعا، يتم تجاهل عصابات الخطف والسرقة التي تعمل بالتنسيق مع النظام ومجموعاته في السويداء، مشيراً إلى أن معظم العصابات التي تمتهن الخطف في محافظة درعا معروفة من قبل تشكيلات الثوار، وعلى الرغم من ذلك لا تزال هذه المجموعات تعمل، وإلى اليوم لا يوجد حملة من قبل تشكيلات الثوار ضد هذه المجموعات، باستثناء بعض الحالات الفردية.

وأكد الرفاعي أنه من واجب تشكيلات الثوار وضع حدٍّ لهذه المجموعات التي تشكل تهديداً على المناطق المحررة وعلاقة الأهالي في المحافظتين، مشيراً إلى أن “الجميع يعلم أن التهديد الذي تشكله هذه المجموعات لا يقل عن التهديد الذي تشكله خلايا تنظيم داعش”.





المصدر