مسابقة أفلام فيديو: لاجئون يروون تجارب حياتهم اليومية في ألمانيا


في مسابقة الفيديو بعنوان “انطلاقا من زاويتي” يحكي لاجئون عن تجارب حياتهم اليومية في ألمانيا. ورغم المضمون المحزن في كثير من الحالات، إلا أن صورة ألمانيا ظهرت في العموم إيجابية.

لقطات فيديو يظهر فيها شاب يقف في محطة حافلة ركاب. وعلى الكرسي المجاور تجلس امرأة تقرأ الصحيفة. الشاب يتقدم ويجلس إلى جانب المرأة التي أمسكت فجأة بحقيبة يدها خوفا عليها، وتدير ظهرها للشاب. هذه اللقطة تمثل إحدى المشاهد من 63 فيلم فيديو يحكي فيها لاجئون انطلاقا من وجهة نظرهم عن بلدانهم الأصلية وتجربة هربهم وحياتهم اليومية في ألمانيا. ففي إطار تعاون مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أطلقت المؤسسة الألمانية ضد العنصرية مسابقة الفيديو بعنوان “انطلاقا من زاويتي”.

وتقول مقررة المشروع باولا شيرير إنه يتم الحديث كثيرا عن اللاجئين، ولكن قلما يجري الحديث معهم، وأضافت:”كنا نرغب في منح اللاجئين إمكانية عرض تصورهم للأمور ورغباتهم وتصوراتهم وانتقادهم”.

“لا أريد شيئا آخر مثلك”

أفلام الفيديو تعكس حيزا واسعا من المشاعر والتصورات. ويتعلق الأمر مثلا بتجارب التعذيب التي تطارد اللاجئين في وطنهم الجديد. كما يتعلق الأمر بالتهميش والأحكام المسبقة والخوف، وكذلك الانفراج بفضل الوصول إلى موطئ قدم. بعض الفيديوهات بها رسائل قوية، وأخرى تظهر منتقدة، كما يوجد فيديوهات مثيرة وأخرى مفعمة بالآمال. تارة يتحدث بطل الرواية مباشرة أمام الكاميرا، وتارة يؤدي لاجئون أدوارا تصور أيامهم الأولى في ألمانيا. ومرة أخرى نجد فيديو به صور من مدينة بريمن وفي الخلف موسيقى سورية.

الشاب عبد الله علالوة شارك في المسابقة، وهو من مدينة إدلب السورية ويعيش منذ سنتين في ألمانيا في قرية على الحدود الهولندية. هناك يشارك عبد الله في تكوين مهني، وهو يتقن تقريبا الألمانية بدون المشاركة في دروس تعلم الألمانية. لقطات يوتوب ساعدته في تعلم اللغة بسرعة.
وشارك في مسابقة “انطلاقا من زاوتي” للمساهمة في كسر الأحكام المسبقة. “ألمانيا بلد به الكثير من الديانات والناس من ثقافات مختلفة. أريد من خلال الفيديو تبيان أننا قادرون على العيش معا في سلام” ، هذا ما يحكيه عبد الله في فيلمه أثناء جولة في سوق عيد الميلاد.

محاربة الصور النمطية

بعض الفيديوهات تهتم بالصعوبات البيروقراطية في ألمانيا وبعض الإكراه والصور النمطية. لكن في غالبية الفيديوهات تنعكس صورة ألمانيا في وجه إيجابي، كما تقول مقررة المشروع باولا شيرير التي أضافت أن الكثير من المشاركين مسرورون لوجودهم هنا حيث تعرفوا على أصدقاء وبدؤوا يشقون طريقهم المهني. ويقول عبد الله أيضا:”أنا سعيد بوجودي في ألمانيا، إذا تلقينا الفرصة والمساعدة يمكن لنا إنجاز الكثير”.

وينتظر الفائزين الأوائل في هذه المسابقة جوائز في شكل قسيمة هدية بقيمة 1000 يورو. كما سيحصل منتجو أفضل الفيديوهات الـ30 الأولى على دعم مادي لعرض أفلامهم أمام الجمهور.



صدى الشام