أخطر سيناريو إيراني بسوريا أفشله ثوارها دون علمهم؟
26 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
microsyria.com جود معصراني
كان القيادي الإيراني “الخميني” يطمح لإعادة الخلافة ولكن بنموذج “شيعي” على غرار “الخلافة السنّية”، والتي يحمل أفكارها الجهاديون السنة، ولكن أحلام الخميني تعثرت، بعد فشله في تعبئة عشرين مليون مقاتل شيعي ضمن ما كان يعرف بـ “الحشود الإيرانية المظلومة”.
فشل مشروع الخلافة الشيعية، لم يثني “الخميني” عن البحث عن طرق أخرى للحصول على مراده، ولكن ضمن مساحة جغرافية أقل من الطموحات السابقة، فكانت كلاً من سوريا والعراق عقب مراحل متتالية، هي الهدف المنشود لتلك الخلافة، عبر الانتقال من حالة “الحشود الإيرانية المظلومة” إلى “الفيلق الدولي”، والهدف دوماً هو الحصول على أمجاد شيعية على غرار الحضارات السنية التاريخية.
الباسيج .. نموذج أول
منذ فترة ليست ببعيدة، بدأت طهران، بحسب “معهد واشنطن” بتطبيق نموذج “الباسيج” في العراق وسوريا، فكانت قدمه الأولى في العراق والتي تعرف بـ “وحدات الحشد الشعبي”، والتي تضم العديد من الميليشيات التي تتزعمها “قوة القدس” في الحرس الثوري الإيراني، وفي سوريا كانت الرجل الأخرى، والمتمثلة بـ “النظام السوري، حزب الله، الألوية الأفغانية والباكستانية”.
الباسيج .. النسخة السورية
يميل القادة والضباط العسكريون في إيران إلى اعتبار سوريا العنصر الأجنبي الأكثر أهمية للعمق الاستراتيجي لبلادهم، بل هي أهم حتى من لبنان أو العراق أو اليمن، وساعد الجنرال “حسين همداني” على تنظيم النسخة السورية من قوات “الباسيج” شبه العسكرية، علماً بأنه قُتل في سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2015، بينما كانت هذه القوة في ذروة التأسيس.
الدفاع الوطني .. صناعة غير سورية
قال “معهد واشنطن”: بأن الجنرال “حسين همداني” هو من أسس ميليشيات “الدفاع الوطني” في سورية، والدفاع الوطني في سورية، هي ميليشيات طائفية علوية، تساند الأسد الذي ينحدر من ذات الطائفة.
وقد تحدثت مصادر مطلعة، بأن “همداني” هو من أنقذ الأسد من السقوط في صيف عام 2012، بعد أن أسس “همداني” وأرسى النسخة الإيرانية في سوريا من “فرع شرطة قوات إنفاذ القانون الإيرانية”، ومن ثم أكملها “همداني” بوحدات خاصة وقوات أمن إلكتروني، حيث كان يرى “همداني” بأن افتقار الأسد لمثل هذه الوحدات جعلته يقع في مأزق فشل السيطرة على الثورة في سورية منذ بدايته.
الجنرال “همداني” .. أخطر من الأسد
ولكن مقتل “همداني” على يد الثوار السوريين، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي “المنتصر بالله محمد” أفشل حصول طهران على “قوات الإنفاذ” الإيرانية في سوريا، حيث قال “محمد”: التغلغل الإيراني في سوريا كان منذ تولى الأسد الابن للسلطة، فاستغل الخامنئي هزلية الرؤية لدى بشار، وافتقاره للإدارة والزعامة لنشر التشييع في سوريا، على شكل حوزات دينية ولكن غير معلنة، وفعلاً نجحوا بعض الشيء في ذلك، خاصة في “الرقة، حلب، ودمشق”.
واستطرد الخبير الاستراتيجي، الفشل الأكبر الذي منيت فيه إيران، هي ارتفاع سقف توقعاتها بأن لا ثورة قريبة في سورية، وبأنها ممسكة بزمام الأمور حتى عام 2020، ولكن السوريون فجروا قنبلة بوجه نظام الملالي قبل الأسد، عبر ثورتهم الشعبية في آذار عام 2011.
وهنا تأخر مشروع الحصول على “قوات إنفاذ إيرانية” في سوريا مرة أخرى، الأمر الذي دفع إيران إلى تحويل مخططها من الغزو الديني إلى الغزو المسلح لجانب الأسد، للقضاء على الثورة أولاً، ومن ثم تتفرغ لإعادة حلم “الخلافة الشيعية” في عاصمة الأمويين.
وأضاف الخبير الاستراتيجي، لو لم تنجح المعارضة السورية في قتل الجنرال “همداني” حتى دون أن تعلم ما هي خطورته، لكانت الدولة السورية قد انتقلت بشكل جذري من حكم الطائفة العلوية إلى الحكم الشيعي الإيراني، ولكن ثوار سوريا نجحوا في كسر إيران مرة جديدة دون أن يعلموا، وهذه الانكسارات أحدثت تخبط عسكري كبير للإيرانيين في سوريا، جعلتهم يتجهون أكثر نحو العسكرة، ولكنهم أيضا تكبدوا خسائر فادحة، يصعب تحملها.
مهام الحرس الثوري في سوريا
ويدير الحرس الثوري، حالياً مهمتين منفصلتين في سوريا بحسب “معهد واشنطن” وهما: الأولى برنامج للمشورة والمساعدة تديره “قوة القدس” ويضمّ أفراداً محترفين من الحرس الثوري، وبعض عناصر الجيش المحلي “ارتش” بتعاون وثيق مع حزب الله،
أما الثانية، فتشمل وحدات قتالية صغيرة تحت إشراف مشترك من قبل مقر “الإمام الحسين” التابع لقوات “الباسيج” وقوة القدس، ومنذ العام الماضي، نشطت قوات “الباسيج” على نحو أكبر في تجنيد متطوعين إيرانيين من الشباب للقتال في سوريا في إطار مبادرة “المدافعون عن الحرم” التي تدّعي أنها ممولة عموماً من مساهمات خاصة.
وفي ظل استمرار الحرب السورية، لا يقتصر الدور الذي تلعبه إيران على إرسال قوات النخبة في مهام استشارية وداعمة فحسب، بل تُرسل أفراداً من “الباسيج”، أقلّ تدريباً لكن أكثر تحفيزاً، لتنفيذ مهمات قتالية غير محدودة. ونظراً إلى أن المعركة الرئيسية ستنتقل على ما يبدو من حلب (إلى محافظة إدلب على الأرجح)، يمكن توقُّع ازدياد عدد الشباب الإيرانيين في صفوف “الباسيج” الذين يقاتلون في سوريا خلال الأشهر المقبلة وكذلك ارتفاع عدد الضحايا في صفوفهم، بحسب “معهد واشنطن”.
المصدر: هيومن فويس + معهد واشنطن
- 16