رخام عُماني في فضاء النحت


يكشف النحت قدرة الفنان على استخدام أدوات بيئته وتقديمها بمحمولاتها الجمالية وترميزاتها الفلسفية، وهو تحدٍ بالنسبة إلى مشهد عُماني خاصةً، وعربي عامةً، يكاد يخلو من مرجعيات نحتية مؤسّسة بقدر استعارتها أساليب وتكوينات غربية بالدرجة الأولى.

يُمثّل “معرض النحت الأول” الذي أقامته “الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية” في مسقط مؤخراً، محاولة لتظهير مقاربات سبعة عشر نحاتاً عُمانياً يشتغلون على تطويع مواد الحديد (الخردة)، والخشب (الساج)، والحجر (الرخام المحلي)، لتعكس هواجس كل واحد منهم وزاوية نظره إلى الأشياء من حوله.

الفنانون المشاركون هم: أيوب ملنج وسليم سخي وخلود الشعيبي وعلي الجابري وعبد الكريم الرواحي ويوسف الرواحي وعبد العزيز المعمري وجهاد المعمري وخليل الكلباني وناصر الحاتمي ومحمد الناصري وإسماعيل البلوشي وفايزة الوهيبي ومريم المرهوبي وخلفان الرواحي وعامر الطلبي وابتسام الظهوري.

تتنوّع الأعمال المعروضة التي تُقدّم مشاهد من الطبيعة، أو تجسد وضعية الإنسان الكادح أو الكفّ القابضة بقوّة، أو رشاقة راقصة الباليه، والتواءات الحروف ودلالتها (حرف الواو مثلاً) أو زخارف إسلامية، كما مثّلت أعمالٌ جمالَ الجسد الأنثوي في أوضاعه المتعدّدة.

في حديث لـ “العربي الجديد” قال الفنان أيوب ملنج، الذي أشرف على تنظيم المعرض، إن “الأعمال المشاركة جاءت نتاج أعمال الورش التي أنجزتها مع الفنانين طوال السنوات الأربع الأخيرة”.

وأشار ملنج إلى أن كل فنّان تُرك ليختار موضوع ومادة عمله والمدرسة الفنية التي ينتمي إليها، على أن تتوفّر في العمل المشارك “المادة المطوّعة جيداً والإبداع وجمالية العمل وفي النهاية بالطبع اللمسة الأخيرةا أكّد بأن: “الفنان يُعطي ما بداخله من جهد وإبداع ويجدّد نظرته إلى الأشياء على الدوام، ويمكنه أن يتجاوز هذه التابوهات في ظلّ ثقافة تحرّم التجسيد مقارنة بالثقافة الغربية مثلاً على اعتبار أن كل كائن على الأرض به روح، وهذا ما يتيحه النحت”.

وأوضح ملنج الذي شارك بدوره في المعرض مع طلابه بعمل من رخام يجسّد المرأة: “إن النحت وخصوصاً بالرخام والذي يتوفّر – لحسن الحظ – بكثرة في البيئة العُمانية، يمتاز رغم قسوته بجمالية تكاد تكون نادرة، فهو صامد ومتماسك ويتيح للفنان راحة أكثر في العمل ويشفّ عن لمسته الأخيرة.. باختصار فإن الرخام يعطيك روحاً”.

 



صدى الشام