‘كارثة إنسانية محتملة بدمشق وريفها من قصف النظام لنبع عين الفيجة.. وسكان وادي بردى: لن نغادر منازلنا’

27 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

7 minutes

مراد القوتلي – خاص السورية نت

تواصل قوات نظام بشار الأسد، وميليشيا “حزب الله” اللبناني الإرهابي، الهجوم على منطقة وادي بردى في ريف دمشق، مفتعلة أزمة إنسانية كبيرة  باستهدافها منطقة النبع التي توفر المياه لأكثر من 6 ملايين شخص في دمشق وريفها.

وقال مقاتلون من المعارضة وسكان محليون، اليوم الثلاثاء، إن طائرات النظام قصفت عدداً من البلدات في وادي بردى الواقع على بعد نحو 18 كلم شمال غربي العاصمة، في إطار هجوم كبير بدأه الجمعة الماضية.

وأفاد الناشط الإعلامي “عمر الشامي” في تصريح لـ”السورية نت”، أن طفلاً عمره يومين، توفي اليوم الثلاثاء، في قرية دير مقرن، بسبب عدم توفر حواضن لازمة للرضع، جراء الحصار المفروض من قبل النظام وميليشياته.

قصف النبع

ويسيطر الخوف حالياً على سكان دمشق وريفها، مع انقطاع المياه لليوم الخامس على التوالي، بسبب قصف متعمد من طائرات النظام لنبع وادي بردى. واتهم النظام المعارضة بقوله إنها عمدت إلى تلويث المياه بمادة المازوت.

المحامي والناشط الحقوقي، فؤاد أبو حطب، من مدينة وادي بردى، قال في تصريح لـ”السورية نت، إن “قوات النظام مع بداية حملتها العسكرية على منطقة وادي بردى استهدفت في البداية قرية عين الفيجة، وقصفت ببرميلين متفجرين المبنى الرئيسي لمنشأة نبع المياه”.

وأشار أبو حطب، إلى أنه جراء استهداف النبع ببرميلين، تضررت خزانات وقود قريبة منه، واختلط الوقود بالمياه، وتعطلت كافة المضخات التي توصل المياه إلى الأنفاق والأقنية ومنها إلى دمشق.

وبدوره، نفى جميل التيناوي عضو المجلس المحلي في مدينة الزبداني بتصريح لـ”السورية نت” صحة مزاعم النظام في أن تكون المعارضة قد لوثت المياه.

وقال إن “الثوار لا يمكن أن يقوموا بتلويث مياه عين الفيجة لأسباب كثيرة، أولاً لا يملكون البراميل المتفجرة التي سببت الأذى لمبنى النبع، ولا يمكن أن يتسببوا بأذى  المدنيين من أطفال ونساء في دمشق، وليس هناك أي دافع للقيام بذلك العمل”.

مخاوف من كارثة

ونشر ناشطون سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً من داخل نبع المياه، وبدت فيه آثار القصف بالبراميل المتفجرة، ويؤكد أبو حطب أن منشأة النبع تدمرت بنسبة 75 في المئة، وأنها توقفت عن العمل بشكل كامل.

ويُخشى من أن يؤدي انقطاع المياه عن ملايين السكان في دمشق وريفها إلى كارثة إنسانية، فالمياه معدومة في مناطق العاصمة، وفي هذا السياق أشار أبو حطب إلى مخاوفه من نية للنظام ليس فقط بتهجير سكان وادي بردى بل سكان دمشق أيضاً، وقال: “لأنه في حال استمرار انقطاع المياه عن دمشق أسبوع أو عشرة أيام أو شهر، فالسكان سيغادرونها ونخشى أن يكون ذلك خطة النظام”.

وفي السياق ذاته، أكد الناشط الإعلامي، عمر الشامي، في تصريح لـ”السورية نت”، قوله إن “المياه ما تزال مقطوعة، لأن النبع قد خرج عن الخدمة”، مشيراً أنه “لو تم التوصل بين النظام والمعارضة إلى اتفاق، فإن عودة المياه إلى دمشق ستطلب وقتاً لحين إصلاح النظام ما دمرته براميله المتفجرة في نبع وادي بردى”.

رفض للتهجر

ويعود السبب الرئيسي في الحملة العسكرية الواسعة التي يشنها النظام وميليشيا “حزب الله” الإرهابي، على منطقة وادي بردى، إلى أن النظام يسعى لاستكمال سياسة تهجير سكان ريف دمشق، في المناطق الخارجة عن سيطرته.

وبحسب تصريح أبو حطب لـ”السورية نت” فإن النظام طلب مؤخراً من سكان وادي بردى الخروج من مناطقهم والذهاب إلى إدلب (شمال سوريا) أو أي مكان آخر يرغبون بالانتقال إليه، لكنهم مع مقاتلي المعارضة رفضوا ذلك.

وعليه، بدأ النظام هجومه الواسع، مستهدفاً مناطق سكنية، والهيئة الإعلامية في وادي بردى، وكذلك الهيئة الطبية، والدفاع المدني، مهدداً حياة 100 ألف نسمة، هم عدد سكان منطقة الوادي بالإضافة إلى أعداد كبيرة من النازحين.

ويقول أبو حطب إن منطقة وادي بردى، تضم نازحين من دير الزور، وداريا، والمعضمية، وحمص، والغوطة الشرقية.

تدهور الأوضاع الإنسانية

وتسبب قصف النظام باستشهاد وإصابة مدنيين، في ظل نقص واضح بالخدمات الطبية، وهو ما أشار إليه عضو المجلس المحلي حميل التيناوي، وقال: “الوضع الإنساني كارثي بما تحمله الكلمة من معنى، فلا خدمات مياه، ولا كهرباء، ولا أي نوع من الخدمات الطبية”.

ويضيف أبو حطب على كلام التيناوي، أن الفرق الطبية تحاول قدر الإمكان إنقاذ المدنيين، لكنهم يواجهون مشكلة في توفر الأدوات الطبية التي تساعدهم، مشيراً إلى استحالة إجراء عمليات جراحية للمصابين.

ولفت إلى أن التنقل بين القرى لإسعاف المصابين صعب للغاية، نظراً لاستهداف قوات النظام من مراصدها العسكرية الموجودة على التلال أي مدني أو سيارة تتحرك.

وتحاول قوات النظام مدعومة بميليشيا “حزب الله” الإرهابي اقتحام وادي بردى من محورين، الأول من جهة “وادي بسيمة”، والثاني محور “كفير الزيت الحسينية”، لكنهم فشلوا حتى الآن في تحقيق أي تقدم بسبب صمود المعارضة.

وحذر المحامي أبو حطب من أنه في حال سيطرة النظام على منطقة وادي بردى فبذلك تصبح المنطقة الحدودية المحاذية للبنان في يد ميليشيا “حزب الله” الإرهابي.

وأكد أن السكان قبل المقاتلين يرفضون بالمطلق خطة النظام لتهجيرهم من مناطقهم، وقال: “الجميع صابرون، ومتمسكون بأرضهم، وسيقاومون حتى آخر شخص”. موجهاً مناشدة للمجتمع الدولي بالتحرك لحماية سكان وادي بردى وسكان دمشق من كارثة محتملة بسبب توقف المياه.

ويشار إلى أن وادي بردى عبارة عن سلسلة من القرى ممتدة من جديدة الشيباني وحتى سوق وادي بردى، وتضم منطقة الوادي 13 قرية، اثنتين منها جبليتين، وهما هريرة وافرة.

ويسيطر النظام على 3 قرى من أصل 13، وهي جديدة الشيباني، وفيها مساكن الحرس الجمهوري، ويتموضع فيها اللواء 104، وأشرفية الوادي، وهريرة، في حين أن بقية القرى تحت سيطرة قوات المعارضة منذ العام 2012.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]