ماذا دار في لقاءات أنقرة .. وماذا اشترطت الفصائل لوقف إطلاق النار؟
28 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
أنهى وفد تابع للفصائل العسكرية السورية وعدد من الشخصيات المُعارِضة لقاءات له في العاصمة أنقرة مع الجانب الروسي بوساطة تركية طرحت خلالها روسيا مقترح وقف إطلاق النار بشرط أن يستثني جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة والغوطة الشرقية بريف دمشق، الأمر الذي دفع إلى تعليق المحادثات بسبب الرفض لهذا المقترح.
وبحسب ما أكده ” أسامة أبو زيد” المستشار في الجيش السوري الحر المطلع على مجريات تلك اللقاءات فإن وفد الفصائل العسكرية والمعارضة اشترط أن لا يستثني وقف إطلاق النار سوى “مقرات تنظيم الدولة” في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، في حين رفضت استثناء فتح الشام من الهدنة، كما اشترطت أن تنطلق مفاوضات للوصول إلى حل سياسي خلال شهر من تاريخ وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى كامل المناطق المُحاصَرة على أن تضمن كل من تركيا وروسيا تنفيذ الاتفاق.
وكانت الخارجية التركية اعتبرت اليوم أنه لا يمكن الحصول على انتقال سياسي في سوريا طالما أن “الأسد” موجود في السلطة وأن المعارضة السورية لا يمكن أن تقبل بذلك، في حين رفضت الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها “ماريا زاخاروفا” الحديث البريطاني عن ضرورة رحيل الأسد واعتبرت أن هذا الأمر أصبح من الماضي.
ونفت مصادر متطابقة اليوم الأربعاء وأبرزها مدير العلاقات الخارجية في حركة أحرار الشام الإسلامية “لبيب النحاس” أن تكون الفصائل العسكرية قد حصلت على نسخة من اتفاق روسي – تركي جديد لوقف إطلاق النار في سوريا، وأن هذا الأمر -يعني ما تداولته وسائل الإعلام عن موافقة بعض الفصائل على المقترح- غيرُ صحيح ومنفيٌّ.
وكان الناطق باسم فيلق الشام “إدريس رعد” أكد لشبكة أنه لم يعرض عليهم أي مقترح جديد لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن لقاءات الفصائل في أنقرة كلها لقاءات تشاورية لم يبن عليها أي قرارات بعد، ومتوقعًا أن يعرض مقترح وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه كل من تركيا وروسيا على الفصائل السورية خلال يوم الغد أو بعده.
وحذر”أسامة أبو زيد” من أن الشائعات المتداولة عن موافقة بعض الفصائل على وقف إطلاق النار هدفها جس النبض واتخاذ قرارات بناء على ردات فعل الشارع الثوري، نافيًا أن تكون اللقاءات قد بحثت أي مسألة أو جزئية لها علاقة بمستقبل سوريا أو الحل السياسي أو شكل المفاوضات ومكانها.
وكانت وكالة الأناضول نقلت عن مصادر في الحكومة التركية أن أنقرة وموسكو قد توصلتا إلى مقترح لوقف إطلاق النار في سوريا وأن الجانبين سيعرضان المقترح على الفصائل العسكرية ومن الممكن سريانه اعتبارًا من ليلة يوم 29 من الشهر الجاري في حال الموافقة عليه، مما يمهد لإجراء حوار بين الأطراف السورية في العاصمة الكازاخستانية الأستانة في حال نجحت مساعي الهدنة.
وانقسمت الآراء في الشارع السوري عقب تلك التطورات بين معتبرين الهدنةَ محاولةً جديدة لكسب الوقت من الجانب الروسي لتحقيق المزيد من التقدم على الأرض وبين مرحب بها بشرط أن تمهد لمفاوضات جادة تنتهي بتحديد ملامح المرحلة الانتقالية التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى رحيل نظام الأسد وكافة رموزه.