حركة تصحيحية مجيدة “لمسار الثورة” .. نعم للأب القائد

2 يناير، 2017

إياد عيسى – ميكروسيريا

ذكرني بيان “تصحيح مسار الثورة” الذي أصدره بالأمس 73 “معارضاً” بالحركة التصحيحية المباركة التي فجرها وقادها الرئيس المناضل حافظ الأسد، مع فارق أن أبا سليمان قاد انقلابه ضد يسار متشدد، فيما هؤلاء ولا نعرف من منهم “أبو سليمان” الجديد بالضبط، يقودون تصحيحهم المبارك ضد يمين قدري رغبوي، وكلاهما “اليسار واليمين” المُنقلب عليهما سابقاً وحالياً صبياني إقصائي وفوقها لا يفهم بالسياسة، بينما التصحيحيون القدامى منهم والجدد وحدهم يملكون مصباح ديوجين وعصا سيدنا سليمان والحقيقة المطلقة.

ثلة من أشباه المفكرين وأنصاف السياسيين وأرباع الصحفيين الموهوبين والمخبرين التائبين وربما غير التائبين، ومعهم أكثرية ممن يطجون “موافقتهم” على أي بيان يصلهم بالغلط أو بالمصادفة وغالباً بالتبعية .. هؤلاء أخذونا غدراً ببيان يشبه تماماً من يأكل لحم أخيه وهو ميتاً، وبعضهم من كان وما يزال شريكاً مضارباً في قتله تحت قبة المجلس الوطني ثم الائتلاف، الذي لا يسعون إلى تغييره بل إلى تصحيح مساره بعد فشله تماماُ مثل “البعث والتصحيح” “باستثناء وجود شخصيات ديمقراطية مؤثرة، لها تاريخها ومكانتها عبرت عن مواقفها النقدية بصراحة في وسائل الإعلام وحتى في بعض هيئات المعارضة” كما جاء في البيان، والمقصود هنا الأستاذة ميشيل كيلو صاحب مقولة “النصرة أولادنا” قبل أن يأكلهم في البيان، وفايز سارة، والأخت المربية الفاضلة الروائية سميرة المسالمة الناطق الرسمي باسم تيار “معارضة ما بعد الانتحار” لمؤسسه الراحل  محمود الزعبي بالنيابة عن “الوزير” عمران الزعبي شريكها التجاري والكاتب الحقيقي لمقالاتها في “وطن رامي مخلوف” ثم افتتاحياتها في “تشرين” بشار الأسد.      .

من يقرأ البيان ” 4000″ كلمة تقريباً، كمن يأكل “بلوكة بيتون” في نصف وجهه، خلطة غلاظه وتنظير على استعراض على ثقل دم  على “قص ولصق وتجميع” لما تم تداوله طيلة ست سنوات على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي.

شخصياً، الغلطة التي ندمان عليها يا سيدي، أنني قرأت البيان من أوله وليس من آخره، ولو كنت ذكياً لقرأته بالمقلوب بدءً من أسماء الموقعين “مع حفظ الألقاب” بلا صغره، وهذه وحدها مغامرة تحتاج إلى عملية عاجلة لغسل الدماغ والمعدة.

لكن للأمانة أن البيان يشبه الموقعون عليه، على الأقل البعض ممن أعرفهم شخصياً وفكراً وصحافة، وهم لا يشبهون بأية حال لا الثورة، ولا سوريا .. وحاشاها أن تشبههم حتى لو “استعاروها” شعاراً و”سلوغن”.

 جوهر المشكلة فعلاً  في أن الثورة لا تشبههم، ولأنها لا تشبههم، إما أن تكون برأيهم ليست ثورة، أو أنها مختطفة ، أو مشبوهة، أو ثورة مضادة، أو مرتهنة للدول الإقليمية، دون تمييز أن أول من فتح باب الارتهان والارتزاق هم الساسة، ومنهم عدد لا بأس به من الموقعين على البيان التصحيحي، الذين أكلوا وغمسوا حتى أكوعاهم من صحن المجلس والائتلاف ثم بصقوا في الصحن، بعد انتهاء صلاحيتهم أو صلاحية الصحن ذاته للاستهلاك، على خطى سيادة القائد أحمد الجربا صاحب ميني ماركت” سوريا الغد” لمكافحة الإرهاب.

عموماً، كان البيان جريئاًفي رجمه لـ جماعة الإخوان المسلمين لكن كمن يحج والناس راجعة،  خصوصاً أن بعض “رموزه” يجلسون في حضن دولة قطر، ويديرون مشاريع تمولها قطر، والبعض يسترزق من الكتابة في صحف ومواقع تصدر بمعية قطر، وكأن قطر التي لم تذكر في البيان صراحة، ليست الراعي الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأول مورد للسلاح، المتهم باختطاف الثورة ونحرها.

يبقى السؤال الذي ينبغي طرحه بحسب البيان: “هل كان من المحتّم أن تذهب الثورة إلى الحد الأقصى، في كل شيء، في الخطاب وأشكال العمل والمرتجى؟ ليس القصد، أن المطالبة بإسقاط النظام كانت خطأً؛ فهذا شعار مشروع، ويعبّر عن إرادة شعبية، وإنما القصد أن القوى، التي تصدّرت الثورة كان يُفترض بها إدراك أن الأمر لا يتعلق بالشعارات والحقوق فحسب، إنما بالإمكانيات والقدرات”.

 بالمختصر، هذه زبدة البيان، ما عداها صف حكي، وهي أقل دسماً مما تتبناه “منصة القاهرة” وتتطابق بالنكهة مع منصتي “حميميم وموسكو”  .. ولا رأي بعلو على رأي الرفيق قدري جميل.

هامش: الأسماء الموقعة على بيان تصحيح المسار، بحسب الترتيب الأبجدي

أحمد البرقاوي – احمد الشرقاط – إبراهيم محمد- إبراهيم هواش- اسلام ابو شكير ـ آشتي أمير – افنان التلاوي- أنور بدر ـ اندريه حيدر- باسل العودات- بدر منصور ـ بشار عبود- تركي الدرويش- تميم صاحب- جمال حمور- جمال شيربو- جوان يوسف- جميل سامي ـ حازم نهار ـ خالد محاميد ـ خالد خسوف – خالد حسن العملة – راكان سليمان رجوب-ربيع الراوي ـ رديف مصطفى- رستم التمو- زكريا السقال ـ زرادشت محمد- سفيان اسماعيل- سميرة المسالمة ـ سحبان سواح ـ سعد فهد الشاويش – سليم حديفة ـ  سومر هابيل -عبد الرحيم خليفة- عبد الجليل رعد- عبد الله تركماني -عقاب يحيى ـ عصام دمشقي-عدنان عبد الرزاق- عبد الباسط بيطار – عماد قصاص- غالية قباني ـ فايز سارة ـ فايز قنطار- فاطمة الحاج عبد ـ فخر شلب الشام-  فؤاد إيليا ـ مازن عدي –مازن الرفاعي -ماجد كيالي ـ محمد حمام -مديحة مرهش ـ محمد عنتابلي ـ منى أسعد ـ موفق نيربية ـ منصور الاتاسي ـ منصور خزعل -مها غزال ـ مظهر ملوحي ـ مظهر الناطور – مروان عبد الرزاق (ابو بحر) ـ ميشيل كيلو ـ ناصر العلي- نجم الدين السمان – نغم الغادري ـ موفق كنج حرب- محمود عادل باذنجكي- نواف الركاد- وسيم حسان ـ وائل التميمي. هيثم بدرخان