الانتهاكات بحق الإعلام في سوريا


وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، والمعني برصد وتوثيق الانتهاكات بحق الصحفيين والمواطنين الصحفيين والمراكز الإعلامية في سوريا وقوع /11/ انتهاكاً خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر 2016، كان منها تلقي عائلة الصحفي نبيل شربجي ومن مصادر متعددة خبر مقتله تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، علماً بأن نبيل معتقل من قبل المخابرات الجوية في داريا منذ شباط 2012، وقد قتل بعد ثلاث سنوات من نقله بين عدد من السجون، إلا أن نظام الأسد لم يبلغ ذويه حتى الآن بمقتله بشكل رسمي رغم مرور عشرين شهراً من وقوعه، ويعتبر ذلك سلوكاً معتاداً لدى النظام، إذ يدفع بذلك ذوي المعتقلين إلى العيش في قلق دائم حول مصيرهم، وبذلك يكون عدد القتلى في صفوف الصحفيين والمواطنين الصحفيين في سوريا، قد إرتفع منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011 إلى 379 إعلامياً.

لقد أدى إنخفاض العمليات العسكرية في حلب مؤخراً، بعد إتفاق خروج المدنيين منها، ومن بينهم الصحفيين إلى إنخفاض عدد الإنتهاكات في سوريا بشكل عام، و في حلب بشكل خاص خلال هذا الشهر، إلا أنه حصلت إنتهاكات حملت صبغة عملية التهجير نفسها، حيث إعتدت قوات النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبناني وعناصر إيرانيه بالضرب على أربعة إعلاميين وقامت بتوجيه شتائم لهم، وذلك من ضمن مجموعة من المدنيين تعرضت للإعتداءات خلال التهجير، وقد إستولت العناصر المسلحة على معدات العمل الصحفي والمبالغ المالية التي كان الإعلاميون يحملونها. كما أقدمت جبهة النصرة “جيش الفتح” احتجاز إعلاميين إثنين لعدة ساعات، خلال قيامهما بتغطية نزوح الأهالي من الأحياء المحاصرة، ولم يتم الإفراج عنهما إلا بعد تقديم كفالة. كما تعرضت إذاعة نسائم سوريا لنهب ممتلكاتها بعد تهجير كادرها من شرقي حلب، هذا مع العلم بإن الإذاعة كانت قد توقفت قبل ذلك بقليل عن البث لمدة ثلاثة أيام، بعد تعرض المبنى الذي تبث منه لقصف صاروخي.

شهد هذا الشهر عدد من الإنتهاكات الأُخرى، كان منها إصابة الإعلامي سهيل العلي بشظايا خلال تغطيته المعارك في منطقة جمعية الزهراء، وهو ما أدى إلى فقدانه عينه اليمنى، كما أقدم نظام الأسد على سحب ترخيص العمل الذي كان منحه للصحفية السويدية سيسيليا أودين، والخاص بتغطية الأحداث في دمشق وحلب وطلب منها مغادرة سوريا، في حين أرغم تنظيم داعش الصحفي البريطاني جون كانتلي على الظهور في شريط فيديو دعائي، هو الثاني عشر منذ إختطافه نهاية عام 2012.

يدعو المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين إلى احترام حرية العمل الإعلامي في سوريا، و العمل على ضمان سلامة العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الانتهاكات، و يطالب مختلف الأطراف، و الجهات الدولية المعنية بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين، و محاسبة كل من ارتكب جرائم بحقهم، و العمل على الدفاع عنهم و عن حرية الصحافة و حق نقل المعلومات في سوريا.

3/1/2017

رابط التقرير : pdf



صدى الشام