جنوب دمشق من جديد على صفيح ساخن ..

عاد جنوب دمشق ممثلا ببلدات (يلدا ببيلا بيت سحم) إلى الواجهة اليوم بعد التهديد الأخير الذي أرسله النظام اليوم، الثاني من يناير لعام 2017 لقوى الثورة الموجودة إذا لم تمتثل لطلباته المتمثلة بتسليم السلاح و تسوية الأوضاع و إخراج الرافضين تماشيا مع خطة السيطرة على محيط دمشق المُباشر بها من قِبل النظام .. يذكر أن القوى الموجودة في المنطقة كانت قد بدأت سلوكا تفاوضيا بعد السيناريو الواضح و الذي أخذ يعمل به في محيط دمشق في داريا و قدسيا والمعضمية و الهامة، حيث قدمت عدة مبادرات سياسية تضمن بقاء السكان في أرضهم و الحفاظ على أرواحهم و ممتلكاتهم، و كانت ردود النظام تعطي مؤشرات سلبية حيث اتسمت الردود بطبيعة أمنية كتمزيق المبادرة المقدمة و ممارسة الضغط على الكتل السكانية بالتضييق على المعابر التي ضمنت الاتفاقيات فتحها و دخول المواد الغذائية وما إلى هنالك من مستلزمات . يحاول النظام اليوم من جديد بعد اتفاق وقف إطلاق النار المبرم برعاية تركية روسية الضغط على جنوب دمشق، لإخراجه من الدائرة بمهلة تنتهي غدا في يوم خمسة من يناير لعام 2017 ، و لا بد من التنويه أن قوى الثورة الموجودة في المنطقة هي من القوى المعتدلة التي وافقت على الهدنة بمرجعياتها الأساسية كالجبهة الجنوبية و جيش الإسلام و غيرها من القوى الملتزمة بالهدنة، و التي وقعت اتفاقية هدنة سابقة مع النظام عام 2014 بعد حصار خانق قضى فيه ما يزيد على 400 انسان جوعا و التزمت التزاما تاما بوقف لإطلاق النار ، و أعقب ذلك معارك ضارية مع تنظيمي داعش و جبهة النصرة انتهت بخروج التنظيمين إلى مخيم اليرموك و الحجر الأسود ، و لا تزال جبهات هذه القوى مع تنظيم داعش مشتعلة بعد انحسار جبهة فتح الشام إلى بقعة جغرافية محصورة شمال مخيم اليرموك .. إن بلدات الجنوب الدمشقي المحاصرة حصار السوار للمعصم من قوات النظام و شبيحته شمالا و شرقا و تنظيم داعش غربا و مليشيات إيران و حزب الله جنوبا تعيش اليوم خطر تطهير حقيقي يعيد إلى الأذهان ما حصل في مجزرة علي الوحش الشهيرة التي قضى فيها ما يزيد على ألف إنسان بين قتيل و معتقل مجهول المصير على يد الميليشا الطائفية التي سجلت خلال الأشهر الماضية خروقات متكررة للهدنة المبرمة ، و هذه الميليشيات المدعومة من إيران و المسلحة بكل الاعتدة و التي تحمل فكرا استئصاليا لا يقل عن فكر داعش دارت شكوك حول علاقتها بتوجيه من النظام مع داعش و تسهيل لمرور الأموال و الأسلحة إليه ليمارس الضغط على المنطقة.. اليوم بعد أشهر الاستقرار النسبي التي شهدها جنوب دمشق و التي شجعت عددا من السكان للعودة إليه هربا من جحيم الغلاء في العاصمة ، جعل التعداد السكاني يزيد عن المئة و الخمسين ألفا مما يجعل الحرب في هذه المنطقة مذبحة جماعية ، و تسليم المنطقة للنظام السوري بلا أي ضمانة(و هو الذي لم ينصع لوقف إطلاق النار الذي تضمنه روسيا) يجعل مصير آلاف المدنيين مجهولا تماما و يجعل الطريق إلى جريمة تامة المعالم واضحا . و مما سبق يُظهر سلوك قوى الثورة في المنطقة الجنوبية لدمشق احساساً بالمسؤولية تجاه أرواح المدنيين و تركيبة المنطقة السكانية ، ورفضا لأي حل و تسوية يمران من خلال الحرب الترجمة :

South Damascus in the hot spot of war again : South Damascus represented by (Yalda , Babila , Beit Sahm ) came back to the scene today after threats around .The forces in South Damascus started negotiations after the scenarios and agreements that were implemented in the suburbs around Damascus : Dareyah , alHama, Kudsayah and AlMuadameyah within which they stated political initiatives that guaranteed the civilians’ safety including their lives and possessions.The responses were passive to those initiatives .After ceasing fire agreements that were brokered by Turkey and Russia , South Damascus is under pressure again in an attempt to exclude the South from them after a limited time which is 24 hours which is valid till the third of January 2017. It’s worth mentioning that the previously mentioned revolutionary forces are moderate forces that accepted the truce agreement , adhered to it and signed a truce agreement in 2014 after a siege within which people starved to death .These forces adhered to ceasing fire agreements as well. These attempts were followed by clashes and battles with these forces on one hand and isis and jabhat al- nusra on the other , the thing that led to isis and nusra’s withdrawal to the Yarmok Camp and Al Hajar Al Aswad . The besieged South Damascus , from all directions , from different parties and after the stable situation ,encouraged people to come back to their houses because of the unbelievable high levels of prices in the capital , Damascus .Now the number of the habitants is increasing to more than 150,000 the thing that may turn any military solution into a real massacre .That’s to say , the evacuation of this area without guarantees gives no idea about the destiny of thousands civilians . As was mentioned previously , the revolutionary forces refuse any military resolution for such a situation .