حكاية قلوب طيبة وأيادٍ خيّرة .. سرمين تحتضن أهالي داريا بمبادرات فردية وجماعية

5 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017

1

 

“لسنا نازحين بل نحن بين أهلنا ” ردّد الكهل الخمسيني ” أبو بسام ” هذه الكلمات بينما كانت عيناه الحزينتان تخفيان ما لا يمكن قوله من معاني الشوق لمدينته التي غادرها منذ أسابيع.

منذ أن تم تهجيرهم وصل ما  يفوق المائة أسرة من أبناء مدينة “داريا” إلى بلدة سرمين بريف إدلب ليختاروا الإقامة فيها.

” أحببنا الجو العام للمدينة التي تشبه في عاداتها و طبع أهاليها مجتمع داريا” يضيف ” أبو بسام ” بينما كان يضع الحطب في الموقد.

بدا البيت الذي يسكن فيه ” أبو بسام ” واسعاً ومريحاً دون أن يتكلف الرجل وأسرته المكونة من خمسة أشخاص أي عناء، فقد كان البيت مجهزاً بأثاث وفرش كامل، وهو ما نوه إليه أبو بسام مضيفاً أن “أهالي المدينة كانوا في غاية الكرم “.

يروي شخص آخر قصة وصوله إلى سرمين متحدثاً عن السهولة الكبيرة التي وجدها كغيره من أبناء داريا في الحصول على بيت، ” الأهالي هنا لا يتقاضون أي إيجار شهري” يقول محمد 26 عاماً، ويتابع ” ليس الإيجار فقط .. نحن لم ندفع الاشتراك الشهري للكهرباء أيضاً، المسؤول عن الاشتراك مايزال مصراً على رفض المال ، هذا سبب لي الإحراج لكنه يعبر عن طيبة قلوب الأهالي و حبهم القديم للغريب ”

يقطن محمد، الذي تذوق مرارة الحصار بمدينته القديمة، في بيت يضم ثلاث غرف حالياً، ويعتقد أن التوفيق حالفه في الاستقرار بسرمين، ويقول ” منذ اليوم الذي وضعنا فيه أمتعتنا زارتنا منظمات كثيرة. العديد من المواد الغذائية كالسكر والرز والبرغل والمعلبات وأدوات المطبخ والنوم وحتى المدافئ والحطب لم نحتج لشرائها حتى اللحظة “. ويتابع ” كان الفضل في ذلك يعود لأهالي المدينة الذين اجتهدوا في مساعدتنا بجهودهم الفردية و الجماعية “.

 

تشكيل فريق

 في البناء الذي يعرف بصالة الإغاثة جاء عشرات الأشخاص لتسجيل أسمائهم وذلك ضمن خطة العمل التي يشرف عليها ” فريق نور المدينة التطوعي”، ومع توافد الأهالي إلى الصالة انهمك أعضاء الفريق بأخذ البيانات العائلية منهم بينما جلس عدد من أهالي داريا بانتظار دورهم على مقاعد قبالة مكتب ” كامل قدحنون ” مدير الصالة والعضو في الفريق.

وأشار “قدحنون” في تصريح لـ ” صدى الشام ” إلى أن لديه ضمن قائمة الأسر التي يشرف عليها مع رفاقه في فريق نور المدينة التطوعي قرابة 115 أسرة من داريا إضافة لـ 90 أسرة من خان الشيح و 80 آخرين أتوا من حلب ضمن الاتفاق الأخير.

 

و يضيف أنهم أنشؤوا فريقهم في بداية توافد المهجرين من أبناء داريا. وقد سعوا بكل جهدهم للتواصل مع أهل الخير في الداخل والخارج السوري إضافة للمنظمات.

و على تطبيق “واتس آب” للمكالمات النصية والصوتية أنشأ ” كامل قدحنون ” مجموعة تواصل ضمت أرقام أهالي داريا بغرض التنسيق بين الفريق و أهالي المدينة. وهو ما يتيح للمستفيدين معرفة موعد وصول المساعدات من مدافئ و بيرين ووسائد وفرش ومواد غذائية وإعانات مالية عن طريق هذه المجموعة.

 

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]