رغم سيطرة النظام عليها… أهالي (حلب المحتلة) يحلمون بالهجرة


محمد أمين ميرة: المصدر

ظلّ حلم الهجرة يراود السوريين في حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات (حلب المحتلة) باختلاف توجهاتهم، رغم تقدم النظام فيها وادعائه إعادة الأمن والاستقرار إلى أحيائها الشرقية والغربية، بعد تهجير عدد كبير من الأهالي إلى ريفي حلب وإدلب.

ويكتشف المتابع لإعلام النظام الرسمي أن فرحة الانتصار التي أراد إظهارها في الشاشات، ترجمت بهجرة جماعية مستمرة، وإرادة كبيرة للخروج من البلاد لدى غالبية من تبقى من عائلات حلب، فالكراجات تغص يومياً بالمسافرين الذين قرروا المغادرة بعد معاناة كبيرة من حواجز النظام وأفرعه الأمنية.

وحول ما يحصل في حلب المحتلة تحدث الصحفي “يوسف الحلبي” لـ “المصدر”، وأكد أنه رغم ما أشيع في الإعلام الموالي عن سيطرة النظام على حلب، وفرحة بعض الناس سواء عن بساطة أو قصر نظر، فإن الأمور تكشفت لاحقا، وظهر أن استعادة حلب كانت مجرد كذبة.

وأضاف “الحلبي” أنّ الأهالي عادوا إلى تفقد منازلهم، وهنا كانت الكارثة، حيث وجدوا معظم الأحياء مدمرة ومنكوبة، والمباني التي لم تسلم من القصف، وتعرضت لنهب وسلب من قبل الشبيحة والميليشيات الطائفية، معلقاً على ذلك: “النظام طبق حرفياً مقولة (الأسد أو نحرق البلد)، حيث أحرق حلب قبل أن يستردها ويهجر أهلها”.

أما “أنس” (مهاجر جديد من مناطق سيطرة النظام في حلب)، أكد في حديث لـ “المصدر”، أنه لن يعود إلى سوريا، إذا بقي بشار الأسد في السلطة، لأنه يعاقب كل من يعود بالسجن والاعتقال والتعذيب بدون تهمة واضحة، متابعاً: “كل حاجز في حلب خاصة وفي الداخل عامة، بات دولة لوحدها يتقاضى الرشاوي ويبتز الأهالي ويخطف أطفالهم ونسائهم بلا رادع”.

وأردف “أنس”: “تسهم حملة التجنيد الإلزامي والاحتياطي، ومداهمات الاعتقال العشوائية بشكل كبير في هجرة الشباب، نحو أوروبا والدول المجاورة، ومع ظهور ما يعرف بالفيلق الخامس، توسعت تلك الحملات لتطال فئات عمرية واسعة”.

كما أن تحكم الميليشيات الشيعية المساندة للنظام بكل مفاصل الحياة في المدينة، وتصرفاتهم الطائفية العلنية، أسهمت بشكل كبير من تخوف العوائل على أطفالها من التأثر بتلك المظاهر، والنشأة في بيئة وقودها البطش والحقد، حسبما قال “أنس”.

وتجدر الإشارة إلى أن إعلام النظام علل هجرة السوريين من مناطق سيطرته إلى القذائف العشوائية مجهولة المصدر، متهما فصائل الثوار بإطلاقها، متجاهلاً الحديث عن انتهاكات جنوده على الحواجز وفي أحياء حلب المحتلة.





المصدر