عندما يردح لؤي حسين

10 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
4 minutes

ناصر علي- ميكروسيريا

كاتب سجن عدرا الشهير الذي كان يرسل رسائله الشهيرة إلى صحيفة الحياة، ونزيل السجن الذهبي الذي يُسمح فيه للسجناء بالكتابة والقراءة والاحتجاج، وهي الصورة التي حاول لؤي حسين رسمها لنظامه البعثي، وقيادته الحكيمة بينما لا أحد يعلم مصير عبد العزيز الخيّر حتى الآن.

لؤي حسين وفي بوست جديد على الفيسبوك شاركته المناضلة العتيدة ونائبته منى غانم يردح لصالح وكرمى عيون سيد قصر المهاجرين، ويتهم المعارضة بأنها وراء كل كوارث سورية، وأنهم أخيراً يسعون لمفاوضة النظام في الآستانة.

يقول لؤي حسين: ( نعم إنهم هم أنفسهم الذين يريدون مفاوضة النظام في آستانا، هم الذين صرعونا بأنهم سيقضون قضاء مبرماً على النظام وعلى بشار الأسد، وأنهم لن يوقفوا القتال قبل ذلك. نعم هم أنفسهم الذين كذبوا على الناس وأهانوا الناس وبهدلوا الناس وقمعوا الناس وألبسوا النساء الحجاب وادخلوهن البيوت بحجة أنهم هم وحدهم الذين يعرفون كيف مواجهة النظام وهم القادرون على مواجهة النظام وهو الأوفياء لدم الشهداء الذي ما عدت أسمع هذه الكلمة في الإعلام الآن).

من يقرأ هذا السيل من الغباء يدرك أي دور للؤي حسين في خدمة النظام ومخابراته، وتشويه الثورة (هذا لا يعني براءتها من أخطائها)، واغفال دور- أسياده وأسياد معلمه في طهران، والمليشيات الشيعية وحزب الله أضف إلى ذلك الروس- في الاجهاز على كل من قال لا لنظام الأسد، ونعم للحرية. ثم من قال للؤي حسين أن الثوار هم من ألبسوا النساء السوريات الحجاب، وهو وغيره من الغوغاء يدركون أن أغلبية السوريات محجبات بطبيعتهن بالرغم من الغلو الذي جاء من الغرباء الذين دخلوا جسد الثورة، وإن كان يقصد داعش فهي من صنائع النظام وايران ومخابرات العالم، وهي ليست من الإسلام، ولا بد من تذكيره بداعش رفعت الأسد التي تعاملت مع الحجاب بالإقصاء عندما نزعته عنوة عن رؤوس السوريات.

الغوغائي لؤي حسين في هذيانه غير المنضبط يريد أن يوهم أتباع الأسد بالنصر حين يروج لهزيمة الثوار وانصياعهم لرغبة ايران والنظام وروسيا بالذهاب إلى مفاوضات الآستانة حينما يتحدث عن ( نعم إنهم هؤلاء الذين سيتقاطرون صغارا إلى آستانا ليجتمعوا بموظفي النظام وبرعاية روسية وإيرانية، طبعا إضافة للتركية، وسيقبلون برمي سلاحهم مقابل سلامة رؤوسهم. إنهم مقابل سلامتهم هم فقط فقط فقط. لا يهمهم لا المدنيين ولا الأطفال ولا أي شيء آخر).

يزاود لؤي حسين أكثر من معلمه الأسد الذي وافق على مفاوضات في الاستانة، ويرفض الثوار شركاء في البلاد حتى في الأماكن التي يسيطرون عليها، ويذهب إلى اتهامهم بأن خلف خراب البلاد وتشريد أهلها، ولن يتذكر بالتأكيد قصف النظام الآن على وادي بردى، وكل البراميل وقذائف الموت على حلب الشرقية، وكل المهجرين خارج الوطن وداخله بيد النظام وحلفائه، هنا بالضبط يفقد هؤلاء العملاء ذاكرتهم لصالح طوائفهم وجلاديهم.

يقول لؤي حسين: (إذن هم كذابون لصوص، هم الشركاء الحقيقيين بخراب البلاد وتشريد أهلها. فهل سنقبل بهم وبمناصريهم من السياسيين شركاء في سلطاتنا القادمة، هل سنقبل بهم أن يسيطروا على بعض الأحياء والبلدات ويستمروا في العربشة على أكتافنا. لا لن نقبل بذلك حتى لو قبلت السلطة بل سنرفضهم ونواجههم، فليس لهم بيننا مطرح بعد أن سرقوا منا نضالنا السلمي من أجل الحرية والكرامة).

لؤي حسين من مكمنه الوضيع ينظر عن النضال السلمي وفي نفس الوقت يحرّض على قتال الثورة بينما تطعن معلمته الصغرى منى غانم بخنجر باطنيتها كل ما يمتُّ لهذه الثورة من نبل وجمال…فطوبى للثورة الكاشفة.