تصعيد هو الأكبر على وادي بردى منذ بداية الحملة العسكرية.. وروسيا تدعم هجوم الأسد وحزب الله على المنطقة
10 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
صعدت قوات نظام بشار الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني، اليوم الثلاثاء، من الهجوم على وادي بردى في ريف دمشق، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تصفه المعارضة بـ”الهش”، فيما يتعزز دور روسيا في دعم الهجوم على منطقة الوادي.
وتحدث الناشط الإعلامي عمر الشامي لـ”السورية نت” عن تعرض المنطقة، اليوم الثلاثاء، لهجوم عسكري هو الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية على الوادي يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.
وأشار الشامي إلى أن قوات النظام وميليشيا “حزب الله” الإرهابي يشنون هجوماً واسعاً من محور بسيمة مستهدفين بشكل أساسي البنية التحتية للمدنيين، وقال إنهم قصفوا المنطقة براجمات صواريخ، وصواريخ أرض – أرض.
وحصلت “السورية نت” على تسجيلات صوتية من داخل وادي بردى لناشطين تحدثوا عن الأوضاع الميدانية في المنطقة، اليوم الثلاثاء، وقالوا إن “التصعيد الذي تتعرض له منطقة وادي بردى أكبر من الأيام السابقة للحملة”.
وأضافوا أن الطيران الحربي والمروحي يشن غاراته على المنازل بشكل متعمد، فضلاً عن تحرك الدبابات من جهتي وادي بسيمة، وتاتريا، في محاولة من النظام وميليشيا “حزب الله” اقتحام المنطقة.
وشنت القوات المهاجمة صباح اليوم هجوما أيضاً من محور كفير الزيت، لكن قوات المعارضة تصدت لها، ووفقاً لـ الشامي فإن قوات النظام وميليشيا “حزب الله” لم يحققوا أي تقدم عسكري منذ بدء الهجوم على الوادي.
ولفت الشامي إلى أن الوضع الإنساني في منطقة وادي بردى سيء للغاية، مشيراً أن أطفالاً توفوا بسبب عدم توفر المواد الطبية، آخرهم طفل في الثالثة من عمره قضى في مدينة بسيمة، وقبله رضيع عمره يومان في دير مقرن توفي بسبب عدم توفر الحواضن الطبية.
وحذر الشامي من أن استمرار استهداف وادي بردى ومنطقة نبع عين الفيجة يهدد الأخير بشكل كبير، مشيراً أن نحو 40 في المئة من مياه النبع أصبحت في جوف الأرض بسبب استهداف النظام له بشكل مستمر، ما يهدد مصير المياه المتبقية فيه.
ولفت المصدر ذاته إلى أن النظام صعّد من قصفه على منطقة بسيمة في وادي بردى وقصفها مرتين بغاز الكلور السام.
وتسبب نظام بشار الأسد في قطع المياه عن قرابة 6 ملايين شخص، بعد استهدافه لنبع عين الفيجة في وادي بردى بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى تضرره وخروجه عن الخدمة بالكامل، فيما تحذر الأمم المتحدة من كارثة جراء انقطاع المياه في دمشق وريفها.
الروس يدعمون الهجوم
في السياق ذاته، وفيما تتحدث روسيا عن تحضيرات لعقد مؤتمر أستانا في العاصمة الكازخية بين المعارضة السورية، ونظام الأسد، لبحث حل سياسي للملف السوري، تدعم قواتها الهجوم الواسع على وادي بردى.
واليوم الثلاثاء، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، أن “تحرير ريف دمشق من الإرهابيين في سوريا في مرحلته النهائية”، حسب قوله.
وقال غيراسيموف وفقاً لما نقلته وكالة سبوتنيك: “خلال هذه الفترة، تم تدمير عصابات كبيرة في مناطق حماة وحمص، وتم تطهير محافظة اللاذقية من المقاتلين، وينتهي تحرير ريف دمشق من الإرهابيين”، فيما بدا أنه إشارة على الهجوم الذي يشنه النظام وميليشيا “حزب الله” على وادي بردى بريف دمشق.
وفي هذا السياق، أفاد الشامي لـ”السورية نت” أن اللقاء الأخير الذي جمع وفداً من أهالي وادي بردى مع وفد روسي، تضمن تهديداً من ضابط روسي لأهالي الوادي في أنهم إن لم يقبلوا بالشروط فستشن روسياً هجوماً واسعاً على الوادي.
وقالت “الهيئة الإعلامية في وادي بردى” الأحد الفائت، إن الجنرال الروسي المكلف بعملية المفاوضات من جانب النظام، طالب المعارضة برفع علم النظام فوق منشأة نبع عين الفيجة، مع إدخال الورشات لإصلاح النبع يرافقها كتيبة مشاة من “الحرس الجمهوري” مع أسلحتهم الخفيفة، وبعدها يتم التفاوض تدريجياً، وتنفيذ البنود وعلى رأسها إعادة أهالي قريتي إفرة وهريرة المهجرين إلى قراهم.
إلا أن الطلب الروسي قوبل بـ”الرفض القاطع” من قبل المعارضة، والتي طلبت مناقشة التطورات مع ممثلين الفصائل والعوائل داخل وادي بردى وتشكيل وفد للتفاوض مع الجنرال الروسي.
تغييرات ديموغرافية
من جانب آخر، قال الناطق باسم “حركة أحرار الشام” المعارضة، أحمد قره علي، إن “النظام المجرم يحاول استغلال وقف إطلاق النار كي يسيطر على المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق، ويقوم، بجانب الميليشيات الطائفية، وحزب الله، بالإضافة إلى ميليشيات فلسطينية (يقصد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل) باستهداف ومهاجمة وادي بردى، بشكل شبه يومي، في خرق واضح لوقف إطلاق النار، لكن ثوارنا من أبناء المنطقة يتصدون لهم هناك”.
وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول: “الميليشيات الشيعية الطائفية تقف إلى جانب النظام المجرم الذي يقتل شعبه، وارتكبت هذه الميليشيات مجازر مروعة بحق الشعب السوري تحت شعارات طائفية مقيتة، كما أنها تعمل بتسهيلات من نظام الأسد على تغيير الديموغرافية السكانية للمناطق التي تتواجد فيها”.
وتتكون منطقة وادي بردى من 13 قرية، تسيطر المعارضة على تسعة منها، في حين يُسيطر النظام والميليشيات الموالية له على أربعة قرى، ويقطن في المنطقة 130 ألف شخص، معظمهم لجؤوا إليها من مناطق مختلفة من سوريا.
وقد أدى القتال في وادي بردى إلى تشريد ما يقدر بـ 10 آلاف من الرجال والنساء والأطفال من المنطقة، بما في ذلك 7500 شخصاً مسجلين لدى “الهلال الأحمر العربي السوري”، في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام.
وتسببت الهجمات التي تشنها قوات النظام وميليشيا “حزب الله” الإرهابي، على وادي بردى منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى مقتل أكثر من 30 مدنياً.
وتعد منطقة وادي بردى التي تحوي نبعاً للمياه الصالحة للشرب يغذي دمشق وريفها، أكثر منطقة تشهد خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل له في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بضمانة من قبل تركيا وروسيا.
[sociallocker] [/sociallocker]