عشرون مصوراً عربياً يستكشفون ألف وجه للهند


بين طيات طبيعة بلاد الهند المتوهجة بتوابلها الحارة وألوانها الساخنة وصبغاتها المتقدة وأساطيرها الخارقة، ألفُ وجهٍ تتقارب وتتباعد ملامحها. سعى عشرون مصوراً فوتوغرافياً لنبش تفاصيل وجوه الهند هذه خلال رحلة فوتوغرافية امتدت 12 يوماً، خبروا خلالها الحياة اليومية للمجتمع الهندي المتعدد الأعراق. فاخترقوا جزئياته برمزيتها، واستكشفوا دقائقه بوجوديتها العميقة، وسجلوا لحظات نفسية روحية أسيرة في معرض «هندٌ واحدةٌ ولها ألفُ وجه»، الذي يستضيفه «مركز الحرية للإبداع» في الإسكندرية. 30 لقطة لمصورين من مصر ودول عربية أخرى، تسجل تفاصيل خافتة وأخرى صاخبة بامتداد الهند، وعبر لحظات شديدة الطرافة والخصوصية، ومداخلات بصرية اختيرت بعناية وحماسة ظهرت في اللوحات.
لم يقتصر المعرض الذي استقطب جمهوراً كبيراً منذ افتتاحه، على الصور الفوتوغرافية، بل شمل صياغات فنية أخرى مثل أعمال تشكيل في الفراغ ونحت وتصوير زيتي وجداري. ولاحظ العميد السابق لكلية الفنون الجميلة محمد شاكر «نجاح المشاركين في المعرض في النفاذ إلى عالم الهند بلد العجائب، فاخترقوا لحظات مميزة التقطوها بعدسات كاميراتهم وصاغوها بأفكارهم وبلوروها برؤاهم وأضفوا عليها اقتناعاتهم أو تركوها على طبيعتها الغضة». وأضاف: «كثير من الصور تضعك أمام مشهد درامي ذي طابع حكائي يظهر الهند متعددة الأعراق وما تزخر به الميثولوجيا هناك من قوى الطبيعة ومواجهة الإنسان لهذه القوى وجهاً لوجه، وإحساسه تجاهها».
وقال رئيس «نادي عدسة لفنون الفوتوغرافيا» علاء الباشا إن ثمانية مصورين مصريين ومصوّرين ينتمون إلى فريق «أماكن لرحلات التصوير» من الإمارات والسعودية وسلطنة عمان والبحرين ومصوراً واحداً من كندا، شاركوا في الرحلة. وأضاف: «المجتمع الهندي ذو أعراق ولغات وثقافات متعددة، وفيه يتقابل وجهاً لوجه الشرق في بدائيته مع الغرب في تطوره»، لافتاً إلى أن التقاليد العائلية المحافظة لا تزال راسخة في المجتمع الهندي، علماً أن «بعض العائلات الحضرية تحاول أن تشق لها طريقاً وسطاً بين هذه التقاليد ومتطلبات الحياة العصرية، وهو ما حاولنا التعبير عنه في لقطات من الحياة اليومية في الشارع، وفي المنزل وفي وسائل المواصلات التقليدية».
وتابع: «استفزتنا الأجواء الكرنفالية الموسومة بألوان الشمس والطبيعة والمهرجانات الدينية الزاخرة بالرقصات والنصوص الدرامية المستمدة من الأساطير والمعتقدات القديمة. عالم مليء بالألوان التي تتحرك طولاً وعرضاً، تصطف أو تتجاور أو تتقاطع في شكل ساحر».
ويميز الهند، كما يقول الباشا، التوفيق بين الأديان والملل المتصارعة والثقافات المتعارضة والحفاظ على التراث مع الانفتاح على الحداثة. ومن الأعمال اللافتة في المعرض، التكوين في الفراغ بطريقة «السيلويت» الذي قدمته رولا رجب، وفيه تجسيد لكثير من مظاهر العمارة الهندية وتكويناتها الجمالية، وضمَّنَته عدداً من أيقونات الحضارة الهندية ورموزها الفنية والجمالية الفولكلورية.
ومن المشاركين في المعرض غادة جلال، إيمان كرم وعلاء الباشا من مصر، محمد العلي من الإمارات، نجاة الفاضل من السعودية، مهنا البوسعيدي ومحمد الحجري من سلطنة عمان، جاسم خليفة من كندا، فاضل المتغوي وعلياء أحمد وسوسن طاهر ومنير النجار من البحرين.



صدى الشام