غياث مطر… “عريس” داريا


رلى العلواني

دفع الناشط السوري، غياث مطر، حياته ثمنًا لكلمة، في زمن جرت فيه أنهار الدم، من أجل عبارة خطّتها أنامل صِبية على جدران الصمت من أجل الحرية، سلاحه غصن زيتون ووردة بيضاء وقارورة ماء. لُقّب بـ “غاندي الصغير”.

ألهم اسم غياث مطر، ابن السادسة والعشرين، كثيرًا من الناشطين، حتى غدا إحدى أيقونات الثورة، ومضرب مثل على الثورة السلمية.

وُلد في مدينة درايا في ريف دمشق، عام 1986، وحصل على المركز الثاني، في بطولة كمال الأجسام، على مستوى ريف دمشق، عمل في محل للمفروشات، وبعد الثورة انضم إلى تنسيقية داريا، وهو من أوائل من دعا إلى الحراك الشبابي السلمي.

شارك في تنظيم المظاهرات المُطالبة بالحرية منذ بداية الثورة السورية عام 2011، وقدم في أثناء المظاهرات الماء والورود وأغصان الزيتون لقوات الأمن والجيش، اعتقادًا منه أن ذلك كاف ليوقظ الضمير وروح الأخوة معهم، فكان الرد اعتقاله بتاريخ 6/ 9/ 2011 مع صديقه الناشط يحيى الشربجي، في كمين نصبته لهم المخابرات السورية في مدينة داريا.

بتاريخ 10/ 9/ 2011، عاد غياث إلى أهله جثة هامدة، ولم يكتف جلادوه بقتله، بل اقتلعوا حنجرته ومثّلوا بجثته، وأثار استشهاده بهذه الوحشية صدمة كبيرة هزّت كل سورية. جرى تشييعه في اليوم نفسه، وحضر العزاء عدد كبير من سفراء الدول، ما جعل النظام السوري يفقد صوابه، منتظرًا خروج المعزّين ليداهم مكان العزاء، ويطلق العيارات النارية والقنابل المسيلة للدموع لفض مجلس العزاء. بعد أسبوع من وفاته، وُلد ابنه الذي سُمّي باسم ابيه الشهيد غياث مطر.

“غاندي الصغير”، هو عنوان فيلم وثائقي طويل للمخرج السوري سام قاضي، يُلخّص مسيرة الثورة التي بدأت على أيدي ناشطين سلميين، من خلال اختيار شخصية غياث مطر، التي لخصت بداية الثورة السورية السلمية، وأسباب تحولها إلى ثورة مسلحة، وفاز “غاندي” بجائزة أفضل فيلم وثائقي أجنبي في مهرجان أفلام العائلة العالمي (IFF) في الولايات المتحدة الأميركية، في تشرين الأول/ أكتوبر 2016.

صار اسم غياث مطر عنوانًا تتداوله وسائل الإعلام، وقام مجموعة من الناشطين بإحياء اسمه بتأسيس مدرسة في مدينة أورفا التركية تحمل اسمه.




المصدر