خمسة مرشحين أساسيين لخلافة خامنئي


تنفّس متشددون إيرانيون الصعداء مع غياب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، إذ زال احتمال خلافته المرشد الأعلى علي خامنئي، ومهّد الطريق أمام التفكير جدياً بخليفته، خصوصاً أن الراحل قال العام الماضي، أن المرشد «أمر بإعداد لائحة بأسماء الشخصيات المحتملة التي يمكنها أن تتبوأ المنصب». وضمت اللائحة 100 مرشّح وانحصر الاختيار بثلاثة أو خمسة أشخاص، ومن دون أن يذكر الأسماء المحتملة.
ويسود الاعتقاد بأن وفاة رفسنجاني ستفتح صفحة جديدة من تعامل المتشددين مع المشهد السياسي، حتى أن بعضهم يذهب إلى خفض حدة الضغوط على الإصلاحيين نظراً إلى غياب الشخصية المحتملة للتمترس خلفها وعدم الخوف من حدوث انقسام سياسي أو مجتمعي في الداخل، بل إن بعضهم يترقّب إزالة الضغوط المفروضة على الزعيمين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وتبقى القضية المتعلّقة بموقف الحرس الثوري، فهذا الكيان لم يكن يشعر بحرج من رفسنجاني، لأنه وقف إلى جانبه بل وساهم في تأسيسه، وكان داعماً لعمل المؤسسات التابعة له. لكنه لم يكن يرغب في رؤيته في منصب المرشد، لاعتقاده أن رفسنجاني لم يكن منسجماً تماماً مع أفكاره ومتبنياً قضايا يعتبرها إستراتيجية مثل «تصدير الثورة» ودعم المستضعفين والتعامل مع البلدان الغربية والاستثمارات الأجنبية، وبالتالي فإن رحيله أراح أطرافاً وجعلها أمام استحقاقات تختلف عن الأهداف التي رسمتها في عام 2009.
وكان بعضهم فسّر تصريح خامنئي خلال لقائه أعضاء مجلس خبراء القيادة الجديد بعد اجتماعهم الأول في أيار (مايو) الماضي، وكلامه عن المهمة التي يضطلع بها مجلسهم لانتخاب المرشد الجديد، بأنه يشير إلى مرض يعانيه يجعل الأعضاء أمام استحقاق انتخابي داهم في حال غيابه. إلا أن مطلعين يعتقدون أن المرشد قصد دعوة مجلس خبراء القيادة إلى انتخاب خليفة له وهو على قيد الحياة، على غرار ما كان متبعاً في عهد الإمام الخميني، عندما انتخب حسين علي منتظري خليفة له قبل أن يُعزل إثر خلافات حدثت آنذاك.
وتشير مصادر إلى أن خامئني أولى اهتماماً بضرورة تهيئة الشخصية المرشّحة لخلافته تحسّباً لأي طارئ وبما يحقق الاستقرار لإيران في حال غيابه. ولقي هذا الطرح تأييداً من قياديين كثر بمن فيهم رفسنجاني.
ومن الأسماء التي طرحت لهذا المنصب الحساس، الرئيس حسن روحاني، نائب رئيس مجلس خبراء القيادة محمود هاشمي شاهرودي، رئيس الجهاز القضائي صادق لاريجاني، المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، ونجل المرشد مجتبى خامنئي، وحسن خميني نجل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني. كما برز اسم إبراهيم رئيسي معاون رئيس الجهاز القضائي المعيّن حديثاً مشرفاً على مؤسسة مرقد الإمام علي ابن موسى الرضا التي تُعد من المؤسسات المهمة في إيران على المستويين الديني والاقتصادي، وتحظى باحترام الشيعة في العالم.
وبرز شاهرودي في وقت مبكر لقربه من خامئني منذ تسلّمه منصب المرشد بعد رحيل الخميني، لكن حظوظه تضاءلت نظراً إلى أصوله العراقية وعدم تمتّعه بكاريزما قيادية في بلد يواجه تحديات ضاغطة. لذا، يرجّح أن المرشد أسقط اسمه من لائحة المرشّحين، ولا تزال الأسماء الأخرى متأرجحة بين القبول والاستبعاد، استناداً إلى شخصياتهم القيادية وإلمامهم بشؤون البلاد والقانون والتحديات.
وكان رفسنجاني طرح فكرة تشكيل مجلس قيادة يتولّى مهمات المرشد بدلاً من شخص واحد كما ينص الدستور، لكنها لم تحظَ بإجماع المعنيين، خصوصاً أن الحرس الثوري يشدد على ضرورة وجود شخصية أصولية في منصب ولاية الفقيه تستطيع الحفاظ على القيم والمبادئ الثورية التي جاءت بها الجمهورية الإسلامية والتي سار عليها خامنئي، لا سيما في ظل اعتقادها بهيمنة الولايات المتحدة على الأوضاع والتطورات في الشرق الأوسط والعالم.



صدى الشام