عودة المياه إلى سد مدينة درعا تعيد الأمل إلى نفوس المزارعين


المصدر: الهيئة السورية للاعلام

بعد جفاف سد مدينة درعا لمدة ثمانية أشهر متتالية شهدت خلالها توقف للزراعة وتراجع في التربية الحيوانية، عادت المياه مجدداً إلى السد لتعيد معها الأمل في نفوس المزارعين.

فمع بداية الشهر الماضي، شهدت محافظة درعا تساقط غزيرًا للأمطار أعادت المياه إلى السد، ما شجع الصيادين على زراعة أنواع معينة من الأسماك في السد، بهدف إعادة الحياة له، بعد أن كان أرضاً قاحلة لا ماء ولا حياة فيه.

قاسم الصياصنة أحد صيادي الأسماك في محافظة درعا، يقول في حديث لـ “الهيئة السورية للإعلام”، “بعد وصول المياه إلى سد درعا، وارتفاع نسبة المياه لما يقارب مترين، قامت مجموعة من صيادي الأسماك في المدينة بزراعة السد بفراخ سمك من نوع “الكرب” وذلك لان “الكرب” يستطيع التكاثر بسرعة، ولا يؤثر عليه أي نوع من الأسماك الأخرى”.

ويضيف الصياصنة، “زراعة فراخ الأسماك التي قمنا بها في الوقت الحالي هي مرحلة أولية وذلك لأنه ليس موسم زراعة الأسماك التي موعد زرعتها بين شهري نيسان وحزيران، موعد التزاوج والبيض، لذلك سنقوم بمرحلة ثانية بزراعة الاسماك في بداية شهر نيسان “.

بدوره، يعلق المزارع أحمد الفالوجي، كيف مر الموسم الماضي على المزارعين، بالقول: “السنة الماضية جف السد، وجفت أيضا المياه الجوفية مما أدى لتلف محاصيلنا الزراعية بمحيط السد فمياه السد كنا نعتمد عليها في ري الزرع القريب منه”.

وتابع الفالوجي: “بعد وصول المياه للسد عادت إلينا وإلى الأرض الحياة، فقمنا بزراعة بعض المحاصيل مثل البقوليات، وأيضا كنا نفكر بقطع أشجار الزيتون كونه لا نستطيع ريها بدون وجود مياه في السد، لكن الآن عدلنا عن قطعها بل قمنا بتقليم الأشجار ومتأملين أن يكون محصول هذا العام جيداً”.

أما محمد محاميد وهو الأخر مزارع، ويعتمد على مياه سد درعا، فيقول، “الموسم الزراعي للسنة الماضية كان سيءً جداً علينا، وكما هو معروف المياه الجوفية لمزارعنا كانت تتغذى من السد نفسه أيضا، هي الأخرى أصبحت شحيحة وأصبح لدينا حالة إحباط وييأس من ذلك وتخوف كبير على أشجارنا من التلف”.

ويضيف المحاميد، “مع عودة المياه هذا العام ستنتعش المزارع المحيطة بالسد، فقمنا بزراعة المحاصيل الموسمية متأملين بمحاصيل وفيرة هذا العام، وإنعاش أهلنا بهذه المحاصيل سواء من شجر الزيتون أو المحاصيل الموسمية كالبقوليات والبندورة والفول والباذنجان”.

من جهته يوضح مدير الهيئة العامة للخدمات المدنية في محافظة درعا مصطفى محاميد ، أن “الهيئة قامت بإصلاح حابس المياه (السِكر) وذلك بعد تعرضه لتخريب من قبل مجموعات مجهولة، حيث مهمة حابس المياه منع تسرب مياه السد نحو الوديان المجاورة”.

كما يؤكد نضال المحاميد أحد أعضاء الهيئة العامة للخدمات المدنية، أن “قبل هطول الأمطار هذا العام قمنا بصيانة البرج من الداخل وسحب الرواسب من على حابس المياه وضخ المياه المتواجدة داخل البرج وصيانة (السٍكر) من الداخل وإغلاق جميع المنافذ المؤدية للفضال ليتجمع المياه القادمة بسبب الأمطار إلى السد وبقاء تجمعها داخل السد ليستفيد منها الأهالي والمزارعين”.

يشار إلى أن سد مدينة درعا أسُس عام 1977، وهو من أكثر السدود النموذجية في جنوب سوريا، حيث لا يتعدى جسم السد الـ200 متر وبارتفاع 100 متر وتبلغ سعته التخزينية العظمى نحو 15 مليون متر مكعب، ويمتد في بطن وادي الزيدي على شكل ثعبان متعرج لنحو ستة كلم، و كانت تحيط به نحو خمسة آلاف شجرة حرجية، كذلك يغذي السد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة درعا خاصة الشرقية الجنوبية للمدينة،كذلك اجزاء من اراضي مدينة طفس الجنوبية حيث كان يتم نقل مياه السد لهناك عبر قناة اصطناعية .





المصدر