"ورقة لا مازوت عليه" و"الطلاق المائي".. طرائف يواجه فيها السوريون منغصات حياتهم


في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها السوريون في البلاد، وخصوصاً في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث تنعدم الخدمات الضرورية للمواطن من ماء وكهرباء ووقود وأدوية بالإضافة إلى غلاء فاحش في الأسعار، لم تسلم المناطق التي يسيطر عليها النظام من انعدام هذه الخدمات والمواد الضرورية للعيش.

ففي مناطق سيطرة النظام حيث تنعدم تقريباً الكهرباء، باتت أزمة المياه وانقطاعها وندرة المازوت وغلائه، ونقص الأدوية وكيفية تأمينها وغلاء الأسعار مؤرقات تشغل بال المواطن الذي واجه كل هذا بتأليف الطرائف كي يستطيع التغلب على ما يعيشه.

وتداول السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي طرائف حول تلك الأزمات، وكيفية التعامل معها، والنتائج المترتبة عليها.

ورقة لا مازوت عليه

كتب أحد المواطنين القاطنين بدمشق طرفة تصور الواقع الذي يعيشه المواطن في المدينة التي تنعدم فيها مقومات الحياة. تدور حول انعدام الوقود، الذي كان المواطنون في سوريا يستعملونه للتدفئة، لكنهم استعاضوا عنه بوسائل أخرى كثيرة، لا تتوفر عادة في كل الأحوال، مما يجعل حصولهم على هذه المادة مكسباً لا يعوض.

ويقول المواطن في منشور على صفحته على "الفيس بوك" وجد تفاعلاً كبيراً: إنه كان ماراً في أحد شوارع المزة بدمشق وسمع أصوات غناء ورقص أمام أحد محطات الوقود، وعندما سأل عن المناسبة، قيل له إنهم يوزعون 40 ليتر مازوت على المواطنين بعد إحضار دفتر العائلة.

استبشر خيراً، فقيل له لكن يجب أن تحضر ورقة من بلدية المزة. فسأل عن هذه الورقة، فقيل له: إنها ورقة "لا مازوت عليه"! أي أنه لا يوجد عندك ولا قطرة مازوت!.

كما أن الشروط راحت تتزايد عليه وقيل له يجب أن تفوز باختبار الشجاعة، حيث يجب عليك أن تحضر لصاحب محطة الوقود عشبة الحياة من أجل ابنته المريضة وهذه العشبة موجودة على قمة جبل الرعب ويحرسها تنين من فئة الأربع رؤوس . مما يعني استحالة حصولك على المازوت!

الطلاق المائي

ومع انقطاع الماء عن مدينة دمشق انتشرت رسالة على تطبيق "واتس أب" يستفسر فيها مواطن عن "الطلاق المائي"، فما هو هذا الطلاق؟

تقول الرسالة إن رجلاً يسأل عالماً: لقد طلقت زوجتي البارحة، وجئت لأسأل كيف أردها. فسأله العالم: كيف حصل هذا، ما القصة؟

فقال الرجل: تعرف يا أستاذ مشكلة الماء بدمشق، والبارحة فرغ خزان الماء في البيت وبدأتُ بنقل الماء من الحديقة حتى ملأته، لكن بعد أن انكسر ظهري من التعب. وفي الصباح استيقظنا لنجد أنه لا يوجد ولا نقطة ماء في البيت، والسبب أن زوجتي لم تغلق صنبور الماء، الذي تركته مفتوحاً بحجة أنها نسيته، فغضبت ورميت عليها يمين الطلاق وطردتها لبيت أهلها.

ويتابع الرجل: والآن هل يقع يمين طلاق الماء؟

فيجيبه العالم: لا، لا يقع بالتأكيد يا أخي، لأني بصراحة أظن أن طلاق السوري ﻻ يقع، لأنه بحكم المذهول والمدهوش والغضبان والمكره والمجنون والمعتوه والعبد المغلوب على أمره بآن واحد!.

حملة بدنا نتحمم

وفيما يخص انقطاع الماء وانعدام وسائل التدفئة أيضاً انتشرت على وسائل التواصل طرفة تقول: إن السوريين أطلقوا بعد حملة "من حقي أن أتعلم" حملتي: "من حقي أن أتحمم" و"من حقي أن أتدفا"، فردت عليهم حكومة النظام التي لا يهمها كل ما يعيشه المواطن من صعوبات، بحملة "أخي المواطن أنت حقك (سعرك) نصف فرنك"!.

كما أنشأ مواطنون صفحة على الفيس بوك تطالب بحق الاستحمام، ومما نشر فيها "لقد أصبحنا نعيش مثل ماوكلي"، و"ماوكلي" شخصية كرتونية لفتى يعيش في الأدغال تربيه الذئاب.

وهكذا يواجه السوريون منغصات حياتهم بالطُرف، ومحاولة رسم ابتسامة، حتى لو كانت صفراء، في وجه واقعهم المؤلم الذي يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، في ظل تجاهل وتعامي عما يعيشونه من آلام الحرب وجنونها.




المصدر