أضلاع في الغربة


بشرى البشوات

بعد كل هذا!

حين ربطته في آخر مرة

إلى جذع الشجرة

عوى طوال الليل

الجار المستاء، رماه بحجر

وأمي التي تغط بحلمها

تقلّبت على جنبيها

أنا كنت أمرجح ساقيّ

أهش بيدي

على نمل تسلق دمه.

بعينين معصوبتين

لفرط ما نبت من زعانف على جسدي

أنقي الرمل من ملحه

أعزف كمهراجا، لوقت لدغني في غيابه

الرجل الذي يدعي بأنه يقرأ طالعي

لا يمس كفي

غرق في البحر وزعانفي

تضرب شبكة صياد

سحب هواء رئتي.

مثل سرير فارغ في غرفة قبيحة

أشتري السكاكين الحادة

ولا أحضّر طبق حساء

أبكي كلما نظرت في صورة الأشعة

لصديقتي المتوفاة.

هاجرتُ إلى أوربا

لتغيّر الشمسُ البخيلة لون بشرتي الأسمر

أمشي كل ظهيرة إلى البحر

أتذكر الرجل الذي أحببته وكنت أكبُره

أرمي من رأسي ذلك البطء

في عدّ الغياب

أقول هي أشهر طويلة طويلة

أقصر من حبل مشيمة.

البناء الضرير

لست بخير منذ أن سرق الأولاد

جرس الباب

وظل قلبي يصْفر

كبئر خاو.

–  قل شيئا للعثرة

أسرف قليلًا بالشرح

عن طرد بريد فارغ

أَخرج وعل صدرك

خل أصابعك على زناد غربتي

ليظل فمي مرّا

كلما قسمت رغيفًا بيننا.

البارحة صعدت الجبل

ملأت صرتي بالسكاكين

والجنود

الهدنة القريبة التي عقدها الله مع الجنرال

في حقيبتي مشط وبخور

فردة حذاء لصغيري

الذي ركل صوت القطار بعيدًا

تفاوضنا مع الجنرال

قال: خذوا تذكرة واحدة

قطعة من أشلاء بيتكم

وإزميلًا كي تعيدوا نقش الحائط الجديد

غصنًا من شجرة لبلاب للذكرى

طاولة خشبية

لكي يحبس أولادُك النمل في شقوقها

بكيت كثيرا كأي امرأة عادية

تركت خلفها خرزًا ملونًا

وثيابًا اشترتها من سوق التخفيضات

البارحة نمنا بلا عشاء

كي نصعد الجبل خفافًا

لدي قفل لكل حقيبة

وحبل سري تتدلى في نهايته كلمة سر

خطيئة يتيمة في حضن جاري

كان لدي ولد وبنت

ومظلة فتحتها فوق رأسيهما

حتى لا يأكلهما الطير

نمنا في العراء

ينقصنا غريق

وبرعم لليقظة التي سحبها الدرك من أفواهنا

لم نصرخ ونحن نصعد

كانت أعضاؤنا مقددة

وكنت أمًّا فزعة

نسيت أن تصعد ظهر الجبل




المصدر