بينها تخليص المجرمين من السجون.. بهذه الطرق يضم لواء "أبو الفضل العباس" مقاتلين سوريين إلى صفوفه


علي محمد الأمين - خاص السورية نت

كان جمال من حي المهاجرين بدمشق متهماً بجريمة الاغتصاب والمخدرات وحكم عليه بالسجن عشرة أعوام، لكنه فجأة ظهر في الحي بلباسه العسكري مرتدياً بزة عسكرية مكتوب عليها "لبيك يا زينب".

وحينما كان جمال في السجن عرضت عليه إدارة السجن بأمر من القيادة العسكرية إعفاءه من الحكم الصادر بحقه، مقابل القتال مع ميليشيا لواء "أبو الفضل العباس" الشيعية المدعومة من إيران، ووافق جمال حينها وبدأ القتال مع اللواء في الغوطة الشرقية.

قاتل جمال مدة 6 أشهر وذهب قتيلاً على يد "جيش الإسلام" هناك، ويقول جيرانه، أنه "كان متعاطياً لجرعة كبيرة من المخدرات حينما قتل، لكن الجميع في الحي شيعوه على أنه شهيد؟"، وفقاً لما تحدثوا به لـ"السورية نت".

أما هادي وهو من حي الميدان بدمشق، لم يتوقع يوماً أن يكون مقاتلاً ضمن أي مجموعة من الفصائل الشيعية في سوريا، لكنه أمام فقر الحال انضم إليهم، كي يعيل أمه الوحيدة.

تعد هاتين الحالتين نموذجاً للطرق التي يستخدمها لواء "أبو الفضل العباس" في تجنيد الشباب السوريين في صفوفه، إلى جانب طرق أخرى تعتمد على تقديم الأموال، ومنح السلطة والنفوذ.

ووفقاً لمعلومات موثوقة حصلت عليها "السورية نت" من مصادر في دمشق - طلبت عدم الكشف عن هويتها - فإن لواء "أبو الفضل العباس" يقدم راتباً لا يقل عن 60 ألف ليرة سورية شهرياً، ويرتفع المرتب في حال القتال في جبهات القتال الأمامية والاقتحام.

وعليه، فإن راتب المجند ضمن صفوف اللواء، يُعد مرتفعاً عن راتب المجند في الاحتياط ضمن صفوف "جيش النظام"، حيث لا يتعدى الراتب 40 ألف ليرة سورية.

تسوية أوضاع المتخلفين 

وفيما يعاني نظام بشار الأسد من فرار آلاف الشباب من الخدمة في صفوفه، بالإضافة إلى اختباء آخرين خوفاً من الخدمة الاحتياطية، يعمل لواء "أبو الفضل العباس" على تسوية أوضاع المتخلفين عن الاحتياط، وهو ما حدث مع عمر الذي ترك خدمة الاحتياط في مدينة حماه وعاد إلى دمشق.

وبقي لدى عائلته أكثر من شهرين، ثم عرض عليه أحد المروجين للواء أن يقاتل معهم في دمشق مقابل تسوية وضعه، وإلغاء تخلفه عن الاحتياط، وهي شروط لم يرفضها محمد مقابل البقاء قريباً من عائلته.

وحال عمر لا يختلف عن حال علي من مدينة قطانا بريف دمشق، وهو العائد من دير الزور بعد إصابته هناك، حيث استطاع الفصيل الشيعي تسوية وضعه، وجعله يقاتل معهم في الغوطة الشرقية.

وعلى الرغم من بعض الإغراءات التي يقدمها لواء "أبو  الفضل العباس" إلا أن تفضيله للمقاتلين العراقيين واللبنانيين أثار غضب السوريين بسبب فرق الرواتب العالي بينهم.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "السورية نت" فإن من الطرق الأخرى التي يستخدمها اللواء لجذب السوريين، استقطابهم استخدام مبررات دينية كـ حماية المراقد الشيعية، ومقامات كـ "السيدة زينب، والسيدة رقية".

وبدأ الظهور الفعلي لميليشيا لواء "أبو الفضل العباس" في العام 2012، وكانت المهمة الأولية له حسبما يزعم "حماية مقام السيدة زينب من المتشددين الذين هددوا بتدميره"، ويقاتل اللواء حالياً بشكل أساسي في الغوطة الشرقية ومناطق متفرقة من حلب.

وينتمي أغلب مقاتلي اللواء إلى "عصائب أهل الحق" "والتيار الصدري" و"كتائب حزب الله" في العراق، يعتبر اللواء "من القوات الرديفة لجيش الأسد ويتبع تنظيمياً للحرس الجمهوري في نظام الأسد".

وتدعم إيران عشرات الميليشيات التابعة لها في سوريا والتي تقدم  المساندة لنظام بشار الأسد في معاركه ضد المعارضة  السورية، لكن هذه الميليشيات بدأت تفرز مشكلات يواجهها النظام نفسه، وأبرزها توسع نفوذها على حساب نفوذ قوات النظام.




المصدر