خبير عسكري لـ (المصدر): هكذا تصطاد الطائرات المسيرة أهدافها


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

(شبح الموت الخفي) هو الاسم الذي يطلقه أهل إدلب على عمليات الاغتيال التي ينفذها التحالف الدولي وكذلك الطائرات الروسية المسيرة، في قتل القياديين العسكريين في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام شمال سوريا، بغارات من الطّائرات المسيرة.

وشهدت البلاد تكثيفاً لطلعات الطائرات الاستطلاعية التابعة للتحالف الدولي في الأعوام 2015 و2016، واستهداف لقياديين وبشكلٍ خاصّ غير السوريين.

وهذه الطائرات الاستطلاعية تعمل عن طريق التحكم عن بعد، بحسب ما يقول خبيرٌ عسكريّ لـ “المصدر”، وتتحكم بها الأقمار الاصطناعية، كما أنها تعمل دون طيّار، وهي مجهزة بعدّة صواريخ من أنواع مختلفة ذات قدرة تدميرية متوسّطة، وتعمل بالرؤية الليلية ومزودة بكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويمكن أن يتمّ التحكّم بها على بعد آلاف الكيلومترات، وفي الحالة السورية تعتبر قاعدة (إنجرليك) التركية مركزاً لانطلاق هذه الطائرات، فتطير على ارتفاعات عالية جداً وتحقق إصابتها دقيقة بهامش خطأ لا يذكر.

وتمارس بدورها الطائرات الروسية المسيرة دوراً مماثلاً، إلا أن هذه الأخيرة غالباً ما تعطي إحداثيات هدفها وتحرّكاته لطائرة حربية تنطلق من قاعدة حميميم الساحلية وتنفذ غاراتها على الهدف المرصود.

ويوضح الخبير العسكري المنشق عن النظام “أبو البراء الشامي”، وهو اسم الكنية الذي فضل أن نذكره لدواعٍ أمنية، أن أهم طريقة تعتمدها هذه الطائرات لرصد هدفها هي الشرائح الالكترونية والتي يتم وضعها على الأهداف، ولها أرقام محدّدة وقاعدة بيانات، تستطيع الطائرة تمييزها، ويتم استخدامها عن طريق عملاء.

أما الطريقة الأخرى هي الشرائح الالكترونية في العديد من الهواتف المحمولة، والتي وضعتها الشركات المصنّعة، ويتم فيها تحديد مكان الهاتف، بعد التنصّت على مكالمات صاحبه، فيتم تحديد مكان المستخدم عن طريق خطوط الطول والعرض، وجغرافية المكان بالاستعانة بالأقمار الصناعية، بحسب الشامي.

وعن طرق التحصين من استهداف هذه الطائرات، خبير عسكري منشق عن قوات النظام:هناك سبع طرق كفيلة بالحماية من غارات طيران الاستطلاع دون طيار وهي:

1 – عدم إعطاء معلومات عن عملك ومكان إقامتك واسمك الحقيقي وتحركاتك حتى لأقرب الناس لك، وعدم إعطاء معلومات عن أماكن تنقلك وزمانه للعناصر الذين هم معك في الموقع العسكري، واستعمال طرق ترابيّة وعدم تكرارها، والاعتماد على الرسائل الشفهية والمشفّرة في الأمور الحسّاسة.

2 – طريق التمويه في النهار من خلال الاختباء في مكان الظّل خلف البنايات وتحت الأشجار وغيرها.

3 – طريقة التمويه في الليل، عن طريق الاختباء داخل البنايات، وعدم استخدام الإضاءة أثناء المسير.

4 – استخدم خاصية تسمى (بطانيات الطوارئ) والتي تخفي من يرتديها من الأشعة تحت الحمراء.

5 – انتظر الطقس السّيء وتحرّك، لأن الطائرات لا تعمل، في أجواء الريح الشديدة والعواصف المطرية.

6 – عدم استخدام الاتصالات اللاسلكية والهواتف، لأن الأقمار الصناعية قادرة على تحديد موقعك، وعدم حمل الهاتف أثناء التنقّل.

7- استعمال الطّين في تمويه الآليات بطبقة عدة ميلمترات، واستخدام الدمى، والتي تكون بشكل بشري في المواقع العسكريّة، وتمويه المواقع والآليات”.

وكانت قد شهدت الأشهر الأخيرة من العام 2016 مقتل العديد من قادة فتح الشام وكتائب الثوار وبخاصة غير السوريين في الشمال السوري قرب سرمدا وكفرديان وحارم وسلقين وسراقب ومناطق حدودية أخرى، راح ضحيتها العشرات، وكانت آخر هذه الغارات استهداف درّاجات نارية قرب سراقب وسرمين.





المصدر