معهد الإدارة والتنمية في إدلب: حاجةٌ ضروريةٌ لا ترفٌ علميٌّ


وضحة العثمان: المصدر

كان ومازال علم الإدارة أحد أهم العلوم التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها منذ بدأ الأفراد بتشكيل الجماعات لتحقيق أهداف لم يكن بمقدورهم تحقيقها فرادى، لضمان تنسيق جهودهم وتوجيهها نحو الأهداف المرغوبة.

ونظر لتزايد اعتماد المجتمع في حياته على الجهود الجماعية وبخاصة بعد أن أصبح حجم الجماعات أكبر، اكتسب المديرين وانشطتهم أهمية خاصة، من منطلق أن العملية الإدارية هي ذات طابع اجتماعي وإنساني من جهة واقتصادي.

من هذا المنطلق أصبحت الإدارة ضرورية للفرد يحتاجها لرعاية شؤون أسرته وتحتاجها المنشآت لتدبير احتياجاتها من الأموال. فالمديرون يؤثرون على جميع اوجه منظماتنا الحديثة، فتجد مديري المصانع يديرون عمليات الإنتاج بكافة أنواعها. في حين ان مديري المبيعات يشرفون على رجال البيع الذين يقومون بتسويق السلع، أما مديرو الأفراد فيقومون بتزويد منظماتهم بالقوى العاملة الماهرة والمنتجة. فالإدارة عملية جوهرية بالنسبة للمنظمة سواء كانت صغيرة او كبيرة وسواء كانت مؤسسات تجارية او صناعية مدرسة او جامعة بغض النظر عن طبيعة النشاط هل هو نشاط ربحي او غير ربحي فهي مهمة فالدارة تطبق في جميع مجالات واوجه النشاط الإنساني، وقد وصفها علماء الإدارة مثل هربرت سايمون “بأنها تعتبر عنصرا من عناصر الإنتاج غير الملموسة إلى جانب العناصر الأخرى، وهي الموارد البشرية.

الواقع السوري بالوقت الحالي هو أحوج ما يكون لتجهيز الكوادر البشرية بهذا العلم أكثر من أي وقت، افتتحت مجموعة من المعاهد التي تدرس هذا العلم المهم في الداخل السوري، ومنها معهد الإدارة والتنمية الإدارية في ريف إدلب المحرر.

وفي لقاء مع الدكتور حسن الفارس مؤسس ومدير معهد الإدارة والتنمية الإدارية في ريف إدلب، قال “أصبح التميز الإداري أحد أبرز مؤشرات تقدم الأمم وتطورها وكان الدافع للتسابق الكبير بين مختلف الأفراد والمنظمات والدول في عصرنا الحالي نحو تعلم الإدارة بمختلف فنونها وعلومها والسعي الدؤوب لاكتساب مهاراتها وتطبيق أحدث نظرياتها، ولكي نبني بلدنا بحرفية عالية وندير موارده بالشكل الأمثل ونحقق التنمية على كل المستويات علينا أن نخوض هذا السباق ونكون أصحاب الريادة فيه، وفي ظل تبني علوم إدارية سريعة ومبتورة وبساعات محدودة لعناوين كبيرة في علم الإدارة ظنا من البعض أن بهذه الطريقة تدار الأزمات وتصقل المواهب والمهارات”.

“ولا يشك عاقل أن العلوم بأسها وأساسها وعلينا أن نتقنها من ألفها إلى يائها” كما يقول مدير المعهد، الذي يضيف “لذا كان برنامجنا  من بداية البداية وبأحدث ما توصلت اليه العلوم العالمية في مجال الادارة والاقتصاد  لنقدم علما متكاملا يحتوي ٢٧ مادة إدارية بأحدث الإصدارات العالمية تجمع علم الادارة من مبادئها الى كل فنونها وعلومها  بالإضافة إلى تنمية الذات وتنمية وصقل المهارات القيادية والتواصل والكاريزما ولم نأخذ هذه الإصدارات كما هي بل اخذنا ما يناسب ويتناسب مع واقعنا، فكل مادة ستدرس تم اخذها من عدة مراجع وانتقينا نافعها وسمينها وتركنا غثها وحشوها وعدلنا بعضها لكي تحاكي واقعنا وظروفنا ومجتمعنا بالإضافة إلى كتاب المختصر في الاقتصاد وكتاب مبادئ وعلوم المحاسبة وكتاب مبادئ وعلم الإحصاء، بالإضافة للعلوم الشرعية اللازمة التي تحصن قياداتنا المستقبلية من الحرام والجور والفظاظة، وحيث ان حكمة الادارة تقول الجيد هو عدو الأفضل حاولنا جاهدين أن نسعى للأفضل.

وذهب الدكتور الفارس إلى أن الهدف هو أن “يتجذر شبابنا بعلم الإدارة والإرادة والريادة وينطبق عليهم شرط الخالق عز وجل للاستعمال (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) ويكونون قادرين وأكفاء على النهوض ببلدنا”.

وعن المنهاج والعلوم المقدمة في المعهد أكمل المدير المؤسس أن “المعهد جاء ببرنامجٍ علميٍّ متكاملٍ ينطلق من مبادئ الإدارة ولا ينتهي بالإدارة الاستراتيجية حيث سيقوم بدور الريادة في إعداد وتأهيل كوادر إدارية محترفة ومتمكنة وبأسس عملية أكاديمية”.

أما الفئة المستهدفة من المجتمع فهم الخريجين الجامعيين من كافة الاختصاصات، بحسب مدير المعهد، موضحاً أن “الظروف الحالية وحرمان الكثير من شبابنا من متابعة دراستهم، ولكيلا نتركهم في مهب الضياع ويتحولوا الى بؤر فساد وإفساد ولكي نجعل منهم طاقات بناءة” كانت سبباً في وضع ثلاث مستويات تدريسية:

المستوى الأول: لمن يحمل الشهادة الاعدادية وعمره تجاوز ١٨ عاما وحرمته الظروف في سورية من تحصيل الشهادة الثانوية ومدته شهر ونصف وهذا المستوى يحتاجه كل الناس بحياتهم اليومية ثم يخضع المتقدم لفحص معياري دقيق لاختبار مدى الاستيعاب والذكاء ومهارات القيادة لدى المتقدمين، ومن يتخطاه ينتقل للمستوى الثاني.

المستوى الثاني: لحاملي شهادة الثانوية العامة والمعاهد المتوسطة والمتفوقين من المستوى الأول ومدته شهرين ونصف ثم يخضع لفحص ادق من سابقة، ومن يتخطاه ينتقل للمستوى الثالث.

أما المستوى الثالث فهو مخصص لخريجي الجامعات والمتفوقين من المستوى الثاني ومدته سنة ونصف وبعدها تأتي مرحلة التخصص لستة أشهر بحيث تصبح مدة المرحلة الثانية سنتان.

وبالنسبة لمرحلة التخصص فتختلف حسب مستوى الخريجين، فالعشرة الأوائل يتم فرزهم إلى تخصص إدارة أزمات، والباقون يتوزعون حسب الرغبة إلى:

-علاقات دولية 

-إدارة مشاريع زراعية.  صناعية .  تحويلية.  طبية

– ادارة استراتيجية

– ادارة تسويق

– ادارة مبيعات

– ادارة مالية

– علاقات عامة

-إدارة الإعلام في الأزمات

-إدارة وتنمية الموارد البشرية

A20072012

بالإضافة إلى محاضرات من الشريعة الإسلامية كفقه المعاملات المالية والحلال والحرام ومكارم الأخلاق وآداب التعامل والكاريزما في الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة وتاريخ الإدارة في الإسلام.

وبذلك يكون الخريج متمكن وكفء لأي منصب إداري يتقلّده ويستطيع قراءة الميزانية ودفتر الحسابات وتحليل أرقامها وضبط وتصويب إي خلل، وتعادل شهادة ماجستير بأي كلية إدارية مع اختصار لأهم مواد البكالوريوس وما يناسب ويتناسب مع الشريعة الإسلامية.

وأسهب مدير المعهد أنه سيتم منح شهادة لكل مستوى من المعهد، ومن ضمن خطتنا إنشاء منصة الكترونية للتعليم عن بعد وتوصيل هذا العلم لمن حالت المسافات دونه، ونسعى لفتح فرع بمنطقة المخيمات الحدودية حيث كم هائل من الشباب والطاقات المهدورة والمهددة بالضياع والانحراف وقد وصلتني مئات الطلبات منهم لفتح فرع لهم هناك.

ومن ضمن خطة المعهد أيضاً “إنشاء ثلاثة مشاريع ريادية ونوعية متوسطة واحد منها يناسب للنساء واثنين للرجال بحيث يساهمن في تمويل المعهد ويتم تدريب طلابنا وتمكين خبراتهم ويكون بمثابة التغذية الراجعة للتأكد من تكامل الخطة الدرسية والمنهاج”

ونوه الدكتور أن المحاضرات بطريقتها ستجمع ما بين الشرح والحوار والعصف الذهني بين المدرس والطالب وستكون كل فترة برامج تدريبية لإسقاط المعلومات على الواقع وعدم ترك فجوة بين النظري والعملي.

وفي ختام حديثه توجه مدير المعهد بالشكر لجمعية الوابل الصيب الخيرية متمثلة بمديرها الشيخ ابوعبادة الحموي التي نفذت المشروع وجمعية وقف الخير السعودية (الممولة)






المصدر