بلدة التمانعة… قِبلة الطائرات وأكثر المناطق دماراً في إدلب


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

(التمانعة)، واجهة الأحداث، وصاحبة الرصيد الأكبر من الغارات الجويّة والبراميل المتفجرة والقصف بأنواعه المختلفة في ريف إدلب، وصاحبة المرتبة الأولى بالغارات الجويّة في سوريا في العام 2016، وأكثر البلدات تردداً على ألسنة المراصد العينية، أثناء التّحذير من القصف، ومن أوائل البلدات التي شاركت بالمظاهرات السّلمية.

بلدة التمانعة ذات الطبيعة الريفية الهادئة، والمنطقة الجغرافية المنبسطة في الريف الجنوبي لإدلب، وصاحبة المرتبة الأولى بإنتاج الفستق الحلبي في إدلب، والتي أصبحت من أكثر البلدات صخباً وضجيجاً منذ بداية الثورة، مع الغارات الجوية والقصف شبه اليومي، والتي كان آخرها غارات جوية روسية بالقنابل الارتجاجية، وقصف شبه يومي، من قواعد قوات النظام في جبل زين العابدين، وحواجزه شمال شرق حماة.

موقع البلدة في وسط سوريا جعلها ممرّاً جوياً للطّائرات في الذهاب من جهة الجنوب من المطارات العسكرية، وفي جهة الإياب أثناء عودة هذه الطائرات، وكما أن قربها من حواجز قوات النظام في الريف الشمالي لحماة، جعل التمانعة في مرمى طائرات قوات النظام وقذائفه الصاروخية.

وفي حديث لـ “المصدر”، قال الإعلامي “عبد القادر البكري”: “بلغ عدد الغارات الجوية على بلدة التمانعة ما يقارب (358) غارة جوية شنتها طائرات حربية روسية وطائرات تتبع لنظام الأسد، وزاد عدد البراميل المتفجرة والأسطوانات المتفجرة، التي تم إلقائها على البلدة ومحيطها على (1700) برميلاً وأسطوانة، وهي البلدة الأكثر تعرضاً للغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي”.

وأضاف “زادت نسبة الدمار في البلدة على (80%)، وطال الدمار كافة البنى التحتية، وشهدت البلدة نزوحاً شبه كامل، وتوزّع السّكان على الأرياف وعلى البلدات القريبة المجاورة”.

وعلى مدى أكثر من خمسة اعوام ونصف من عمر الثّورة في سوريا، استطاع النظام أن يعيد الكثير من المدن والبلدات في سوريا إلى العصور الحجريّة، حيث أصبحت تعتمد على وسائل قديمة في الإنارة واستخراج المياه وتأمين الخدمات بعد قطع الكهرباء وتدمير محطات المياه والبنى التحتية، والسؤال الذي يتردد على ألسنة السوريين: إلى متى ستبقى المدن والبلدات السّورية تحت رحمة طيران الروس وطيران النظام وآلته الحربية؟ على الرغم من انعقاد عشرات المؤتمرات والهدن.

















المصدر