معضمية الشام بعد المصالحة… الحياة تعود تدريجياً لطبيعتها والمنشقون ينتظرون مصيراً مجهولاً
19 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
محمد كساح: المصدر
تقول “سعاد” إنها استطاعت كغيرها من أبناء مدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي، المغادرة لزيارة العاصمة عشية الأيام الأولى للبدء بتنفيذ اتفاق المصالحة. كما تمكن المئات من شباب ونساء المدينة من زيارة مناطق عديدة خارج المعضمية بعد معاناة طويلة في ظل حصار خانق أكل الأخضر واليابس كما تقول.
وبموجب الاتفاق الذي تمّ قبل نحو شهرين خرج مئات المقاتلين في باصات تجاوز عددها الأربعين متوجهين إلى محافظة إدلب في الشمال السوري.
وتقول سيدة أخرى رفضت الكشف عن اسمها إن الكهرباء عادت في نفس الليلة التي غادر فيها المقاتلون، وأضافت لـ “المصدر” من داخل المعضمية إن “قوات النظام أمرت بفتح المعبر ودخلت المواد الغذائية والخضراوات وبعض المواد الأخرى”.
تسوية
أحد بنود الاتفاق نص على تسوية أوضاع من يرفض الخروج من المدينة، وجرت تسويات عامة لجميع المطلوبين والمنشقين عن قوات النظام.
في هذا السياق، يؤكد أبو محمد المعضماني خلال حديث من داخل المدينة إنهم وعدوا بخدمة المنشق داخل المدينة كلجان شعبية ستشكل من مقاتلي المدينة للدفاع عن مدينتهم في مواجهة “الأخطار الخارجية”، وأوضح أن عددا من الشباب –لا يعلم عددهم بالضبط- تطوعوا في الشرطة
كما دخل موظفو المؤسسات التابعة للنظام مثل المخفر والنفوس والبلدية وباشروا عملهم وفقا لاتفاق المصالحة.
آخر الواصلين كما يقول “أبو محمد” هي شعبة التجنيد التي وصل عناصرها إلى مقرهم في المدينة قبل أيام، ليبدأ تنفيذ البند الخاص بالمتخلفين عن خدمة العلم لدى النظام، وينص هذا البند على أن على المتخلف والمنشق الالتحاق بالجيش بعد مدة ستة أشهر من تنفيذ الاتفاق.
وتابع المعضماني “عاد (نهر الأعوج) للبلد واستلم معظم الأهالي أوراق التسوية (عدم الملاحقة الأمنية) وباتوا يتجولون بموجبها في كل مكان”. كما عادت المحلات التجارية التي تعمل في بيع الاغذية والخضراوات إلى فتح أبوابها من جديد، ويصف أبو محمد حركة السوق بأنها “مقبولة”.
في المقابل لم تنسحب قوات النظام من أطراف المدينة حتى الآن، وينفي أبو محمد في الوقت نفسه إمكانية دخولها إلى المدينة مبرراً بالقول “لن يدخل الجيش لأننا نحن الجيش -يقصد اللجان الشعبية التي سيتطوع فيها المقاتلون والمطلوبون- و الأيام القادمة كما كانت قبل الثورة كل شخص بعمله و المطلوب للجيش إما يؤجل او يلتحق”.
ومنذ أيام قليلة تمت الموافقة على بدء عمل المديرية العامة لمؤسسة الكهرباء ودخول مؤسسة الكهرباء وتشغيل خط التيار المتوسط الداخل الى البلد.
منشقون
ملف المنشقين والمتخلفين عن قوات النظام شكل منذ البدء بالتفاوض حول اتفاق المصالحة في المعضمية -العام الماضي- مداراً لأحاديث ونقاشات لا تنتهي، وخصص المفاوضون لجنة للمنشقين والمتخلفين حصرت العدد الكلي لهؤلاء بخمسة آلاف شاب تقريبا، شاملاً العدد من غادروا المدينة إلى إدلب وبينهم مجموعة كبيرة من المنشقين. لكن عددا أكبر من هؤلاء الشبان آثروا البقاء في انتظار مصير يعتقده البعض مجهولا.
“سعيد” تخلف عن الالتحاق بخدمة العلم منذ 2012، كان طالباً جامعيا وأتاح له اتفاق المصالحة الحصول على تسوية لوضعه، يقول خلال حديث لـ “المصدر”: رفضت الخروج من المدينة مع من خرجوا، إنها مدينتي، استطعت معرفة وضعي في الفروع الأمنية عن طريق (التفييش)، لست مطلوبا لدى الأمن لذلك أباشر في إجراءات التأجيل عن الجيش.
وبعد الحصول على تأجيل لمدة سنة ينوي “سعيد” الالتحاق بالجامعة ليتابع دراسته الجامعية التي لم يبق منها سوى سنة واحدة ليتخرج.
بينما يعتقد آخرون إنهم إن لم يسارعوا بمغادرة البلدة -إلى لبنان مثلا – فينتظرهم قرار حاسم في الالتحاق بجيش النظام، رغم أن النظام كان وعد المنشقين، وعددهم حوالي 700، بالخدمة داخل المدينة، أما المئات من المتخلفين عن الجيش فعليهم الالتحاق فور انتهاء المدة المتفق عليها.
[/sociallocker]